خاصّة معشر اليهود أن لا تعدوا في السّبت». فقبّلا يديه ورجليه وقالا : نشهد أنّك نبيّ ، قال : «فما يمنعكما أن تسلما»؟ قالا : إنّ داود سأل ربّه أن لا يزال في ذرّيّته نبيّ ، ونحن نخاف إن أسلمنا أن تقتلنا اليهود.
وقال عفّان : نا حمّاد بن سلمة ، عن عطاء بن السّائب ، عن أبي عبيدة بن عبد الله ، عن أبيه قال : إنّ الله ابتعث نبيّه لإدخال رجال الجنّة ، فدخل النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كنيسة فإذا هو بيهود ، وإذا يهوديّ يقرأ التّوراة ، فلمّا أتى على صفته أمسك ، وفي ناحيتها رجل مريض ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : «ما لكم أمسكتم»؟ فقال المريض : إنّهم أتوا على صفة نبيّ فأمسكوا ، ثم جاء المريض يحبو حتى أخذ التّوراة وقال : ارفع يدك ، فقرأ ، حتى أتى على صفته ، فقال : هذه صفتك وصفة أمّتك ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّك رسول الله ، ثم مات ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم «لوا أخاكم» (١).
وقال يزيد بن هارون : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن الزّبير أبي عبد السّلام ، عن أيّوب بن عبد الله بن مكرز ، عن وابصة ـ هو الأسديّ (٢) ـ قال : أتيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم وأنا أريد أن لا أدع شيئا من البرّ والإثم إلّا سألته عنه ، فجعلت أتخطّى النّاس ، فقالوا : إليك يا وابصة عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقلت : دعوني أدنو (٣) منه ، فإنّه من أحبّ النّاس إليّ أن أدنو منه. فقال : «أدن يا وابصة» ، فدنوت حتى مسّت ركبتي ركبته ، فقال : «يا وابصة أخبرك
__________________
(١) روى ابن سعد في طبقاته ١ / ١٨٥ من طريق علي بن محمد ، عن الصلت بن دينار ، عن عبد الله بن شقيق ، عن أبي صخر العقيلي بنحوه.
(٢) هو وابصة بن معبد بن عتبة ، وفد على الرسول صلىاللهعليهوسلم سنة ٩ ه ـ. ونزل الجزيرة. انظر عنه طبقات ابن سعد ٧ / ٤٧٦ ، وطبقات خليفة ٣٥ و ١٢٨ و ٣١٨ ، والتاريخ الكبير ٨ / ١٨٧ رقم ٢٦٤٧ ، والجرح والتعديل ٩ / ٤٧ رقم ٢٠٣ الاستيعاب ٣ / ٦٤١ ، ٦٤٢ ، وأسد الغابة ٥ / ٧٦ ـ ٧٧ ، والكاشف ٣ / ٢٠٤ رقم ٦١٣٠ ، وتهذيب التهذيب ١١ / ١٠٠ رقم ١٧٣ ، وتقريب التهذيب ٢ / ٣٢٨ رقم ١ ، والإصابة ٣ / ٦٢٦ رقم ٩٠٨٥.
(٣) كذا في الأصل بإثبات الواو.