بما جئت تسألني عنه»؟ فقلت : أخبرني يا رسول الله ، قال : «جئت تسأل عن البرّ والإثم»؟ قلت : نعم ، قال : فجمع أصابعه فجعل ينكت بها في صدري ويقول : يا وابصة استفت قلبك ، استفت نفسك ، البرّ : ما اطمأنّ إليه القلب ، واطمأنّت إليه النّفس ، والإثم ما حاك في النّفس وتردّد في الصّدر ، وإن أفتاك النّاس وأفتوك» (١).
وقال ابن وهب : حدّثني معاوية عن أبي عبد الله محمد الأسديّ ، سمع وابصة الأسديّ قال : جئت رسول الله صلىاللهعليهوسلم أسأله عن البرّ والإثم ، فقال من قبل أن أسأله : «جئت تسألني عن البرّ والإثم»؟ قلت : إي والّذي بعثك بالحقّ ، إنّه للّذي جئت أسألك عنه ، فقال : «البرّ ما انشرح له صدرك ، والإثم ما حاك في نفسك ، وإن أفتاك عنه النّاس» (٢).
وقال محمد بن إسحاق ، وروح بن القاسم ، عن إسماعيل بن أميّة ، عن بجير بن أبي بجير ، سمع عبد الله بن عمرو أنّهم كانوا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين خرجنا إلى الطّائف ، فمررنا بقبر ، فقال : «هذا قبر أبي رغال ، وهو أبو ثقيف ، وكان من قوم ثمود ، فلمّا أهلك الله قومه منعه مكانه من الحرم ، فلمّا خرج منه أصابته النّقمة التي أصابت قومه بهذا المكان ، فدفن فيه ، وآية ذلك أنّه دفن معه غصن من ذهب ، إن أنتم نبشتم عنه أصبتموه». قال : فابتدرناه فاستخرجنا الغصن (٣).
__________________
(١) رواه أحمد في المسند ٤ / ٢٢٧ من طريق عبد الرحمن بن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن أبي عبد الرحمن السلمي ، عن وابصة بن معبد ، بنحوه.
(٢) أخرجه مسلّم (٢٥٥٣) من طريق محمد بن حاتم بن ميمون ، عن ابن مهدي ، عن معاوية بن صالح ، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير ، عن أبيه ، عن النّواس بن سمعان الأنصاري ، بنحوه ، وكذلك من طريق هارون بن سعيد الأبلي ، عن عبد الله بن وهب ، عن معاوية ، مثله ، والترمذي في الزهد (٢٤٩٧) و (٢٤٩٨) عن عبد الرحمن ، في باب ما جاء في البر والإثم ، وقال : هذا حديث حسن صحيح ، وأخرجه أحمد في المسند ٤ / ١٨٢ و ٢٢٧ وهو الّذي مرّ قبله و ٢٢٨ ، و ٥ / ٢٥١ و ٢٥٢ و ٢٥٦.
(٣) أخرجه أبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوّة.