رسول الله صلىاللهعليهوسلم الفجر ، ثم صعد المنبر فخطبنا حتى حضرت الظّهر ، ثمّ نزل فصلّى ، ثمّ صعد المنبر ، فخطبنا حتى أظنّه قال : حضرت العصر ، ثمّ نزل فصلّى ، ثم صعد فخطبنا حتى غربت الشمس ، قال : فأخبرنا بما كان وبما هو كائن ، فأحفظنا أعلمنا. رواه مسلّم (١).
وقال إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن خبّاب قال : شكونا إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وهو متوسّد برده في ظلّ الكعبة (٢) فقلنا : ألا تدعو الله لنا ، ألا تستنصر الله لنا؟ فجلس محمارّا وجهه ، ثمّ قال : «والله إنّ من كان قبلكم ليؤخذ الرجل فتحفر له الحفرة ، فيوضع المنشار على رأسه فيشقّ باثنتين ، ما يصرفه ذلك عن دينه ، أو يمشّط بأمشاط الحديد ما بين عصبة ولحمه ، ما يصرفه عن دينه ، وليتمّنّ الله هذا الأمر ، حتى يسير الراكب منكم من صنعاء إلى حضرموت لا يخشى إلّا الله عزوجل أو الذّئب على غنمه ، ولكنّكم تستعجلون». متّفق عليه (٣).
وقال الثّوريّ ، عن ابن المنكدر ، عن جابر قال : قال لي رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل لك من أنماط (٤)» ، قلت : يا رسول الله وأنّى يكون لي أنماط؟ قال : أمّا إنّها ستكون ، قال : فأنا أقول اليوم لامرأتي : نحّي عنّي أنماطك ، فتقول : ألم يقل رسول الله صلىاللهعليهوسلم إنّها ستكون لكم أنماط بعدي ،
__________________
(١) في صحيحه (٢٨٩٢) في كتاب الفتن وأشراط الساعة ، باب إخبار النبيّ صلىاللهعليهوسلم فيما يكون إلى قيام الساعة.
(٢) في دلائل النبوّة للبيهقي زيادة هنا «وقد لقينا من المشركين شدّة شديدة».
(٣) أخرجه البخاري ٤ / ١٧٩ ـ ١٨٠ في المناقب ، باب علامات النبوّة في الإسلام ، و ٨ / ٥٦ في كتاب الإكراه ، باب من اختار الضرب والقتل والهوان على الكفر ، وأبو داود (٢٦٤٩) في كتاب الجهاد ، باب في الأسير يكره على الكفر ، وأحمد ٥ / ١١٠.
(٤) ضرب من البسط له خمل رقيق. (إرشاد الساري).