فأسلّم ، وقرأ البقرة وآل عمران ، فكان يكتب للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم فعاد نصرانيّا ، وكان يقول : ما أرى يحسن محمد إلّا ما كنت أكتب له. فأماته الله ، فأقبروه ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، قالوا : هذا عمل محمد وأصحابه ، قال : فحفروا له فأعمقوا ، فأصبح وقد لفظته الأرض ، فعلموا أنّه من الله تعالى. أخرجه البخاري (١).
وقال اللّيث ، عن سعيد المقبريّ ، عن أبيه ، عن أبي هريرة ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «ما من الأنبياء من نبيّ إلّا وقد أعطى من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنّما كان الّذي أوتيته وحيا أوحاه الله إليّ ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة». متّفق عليه (٢).
قلت : هذه هي المعجزة العظمى ، وهي (القرآن) فإنّ النّبيّ من الأنبياء عليهمالسلام ، كان يأتي بالآية وتنقضي بموته ، فقلّ لذلك من يتبعه ، وكثر أتباع نبيّنا صلىاللهعليهوسلم لكون معجزته الكبرى باقية بعده ، فيؤمن بالله ورسوله كثير ممّن يسمع القرآن على ممرّ الأزمان ، ولهذا قال : فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة.
وقال زائدة ، عن المختار بن فلفل ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ما صدّق نبيّ ما صدّقت ، إنّ من الأنبياء من لا يصدّقه من أمّته إلّا الرجل الواحد». رواه مسلم (٣).
__________________
(١) في صحيحه ٤ / ١٨١ ـ ١٨٢ في المناقب ، باب علامات النبوّة في الإسلام.
(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن ٦ / ٩٧ باب كيف نزول الوحي ، ومسلم (١٥٢) في كتاب الإيمان ، باب وجوب الإيمان برسالة نبيّنا محمد صلىاللهعليهوسلم إلى جميع الناس ونسخ الملل بملّته.
(٣) في صحيحه (١٩٦ / ٣٣٢) في كتاب الإيمان ، باب في قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أنا أول الناس يشفع في الجنّة ، وأنا أكثر الأنبياء تبعا ، وأخرجه ابن حبّان. انظر موارد الظمآن للهيثمي ٢٣٠٥ ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني ٢ / ٦٨٣ رقم ٣٩٧.