وقال أبو عاصم ، عن زينب بنت أبي طليق قالت : حدّثني حبّان بن جزء ـ أبو (١) بحر ـ عن أبي هريرة ، أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم كان يشدّ صلبه بالحجر من الغرث (٢).
وقال أبو غسّان النّهديّ : نا إسرائيل ، عن مجالد ، عن الشّعبيّ ، عن مسروق قال : بينما عائشة تحدّثني ذات يوم إذ بكت ، فقلت : ما يبكيك؟ قالت : ما ملأت بطني من طعام فشئت أن أبكي إلّا بيكت أذكر رسول الله صلىاللهعليهوسلم وما كان فيه من الجهد (٣).
وقال خالد بن خداش : ثنا ابن وهب ، حدّثني جرير بن حازم ، عن يونس ، عن الحسن قال : خطب رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقال : «والله ما أمسى في آل محمد صاع من طعام ، وإنّهنّ لتسعة أبيات» ، والله ما قالها استقلالا لرزق الله ، ولكن أراد أن تتأسّى به أمّته. روى الأربعة «ابن سعد» (٤) عن هؤلاء.
وقال أبان ، عن قتادة ، عن أنس ، أنّ يهوديّا دعا النّبيّ صلىاللهعليهوسلم إلى خبز شعير وإهالة سنخة فأجابه (٥).
وقال أنس : أهدي للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم تمر ، فرأيته يأكل منه مقعيا (٦) من الجوع (٧).
__________________
(١) في طبعة القدسي ٢ / ٣٣٤ «أو».
(٢) الغرث : أي الجوع. والحديث في طبقات ابن سعد ١ / ٤٠٠.
(٣) رواه ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٠٠ ـ ٤٠١.
(٤) في الطبقات ١ / ٤٠١.
(٥) أخرجه البخاري في البيوع ٣ / ٨ باب شراء النبيّ صلىاللهعليهوسلم بالنسيئة ، وابن سعد ١ / ٤٠٧.
(٦) قال ابن الأثير في النهاية : مقعيا : أراد أنه كان يجلس عند الأكل على وركيه مستوفزا غير متمكّن.
(٧) أخرجه مسلّم (٢٠٤٤) في الأشربة ، باب استحباب تواضع الأكل ، وصفة قعوده ، وأبو داود