وأكثر هذا الباب كما ترى بلا إسناد ، نقله هكذا ابن فارس ، وشيخنا الدّمياطيّ ، والله أعلم هل هو صحيح أم لا؟.
(وأما دوابه) فروى البخاريّ من حديث عبّاس بن سهل بن سعد ، عن أبيه ، كان للنّبيّ صلىاللهعليهوسلم في حائطنا فرس يقال له اللّحيف (١).
وروى عبد المهيمن بن عبّاس بن سهل بن سعد ـ وهو ضعيف (٢) ـ عن أبيه ، عن جده قال : كان لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ثلاثة أفراس يعلفهنّ عند أبي سعد ابن سعد السّاعديّ ، فسمعت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يسمّيهنّ : «اللزاز» ، و «الظّرب» ، و «اللّحيف». رواه الواقديّ عنه. وزاد في الحديث بالسّند : فأمّا «اللزاز» أهداه له المقوقس ، وأمّا «اللّحيف» فأهداه له ربيعة بن أبي البراء ، فأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب ، وأمّا «الظّرب» فأهداه له فروة بن عمرو (٣) الجذامي (٤).
__________________
(١) قال ابن الأثير في «جامع الأصول ٩ / ٦٤٥» عن سهل بن سعد قال : كان للنبيّ صلىاللهعليهوسلم في حائطنا فرس يقال له : اللّحيف ، قال البخاري : قال بعضهم : «اللّخيف» بالخاء.
وقد قيّد اللّخيف ، أو «اللّخيف» بفتح اللّام المشدّدة وكسر الحاء أو الخاء. وقال : «اللّحيف» بالحاء المهملة ، فعيل بمعنى فاعل ، كأنّه يلحف الأرض بذنبه لطوله ، أي يغطّيها ، ومن رواه بالخاء المعجمة فقليل ، والصحيح أنه بالحاء المهملة. وانظر نهاية الأرب ١٨ / ٣٠٠.
وقيّده في صحيح البخاري ٣ / ٢١٦ ، وتهذيب الكمال ١ / ٢١٠ ، «اللّحيف» بضم اللّام المشدّدة وفتح الحاء المهملة بالتصغير. وقيل : «النّحيف» بالنون. (نهاية الأرب ١٨ / ٢٩٩).
(٢) انظر عنه : التاريخ لابن معين ٢ / ٣٧٦ ، والتاريخ الصغير للبخاريّ ٢٠٦ ، والضعفاء الصغير له ٢٦٩ رقم ٢٣٣ ، والضعفاء والمتروكين للنسائي ٢٩٧ رقم ٣٨٦ ، والضعفاء الكبير للعقيليّ ٣ / ١١٤ رقم ١٠٨٨ ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم ٦ / ٦٧ ، ٦٨ رقم ٣٥٤ ، والمغني في الضعفاء للذهبي ٢ / ٤٠٩ رقم ٣٨٦٣ ، وميزان الاعتدال له ٢ / ٦٧١ رقم ٥٢٧٩.
(٣) ويقال : «فروة بن عامر» ، و «فروة بن نفاثة» ، وقيل «ابن نباتة» ، وقيل : «ابن نعامة».
وكان عاملا للروم على من يليهم من العرب. (أسد الغابة ٤ / ١٧٨) وفي طبقات ابن سعد «فروة بن عمير».
(٤) ابن سعد في الطبقات ١ / ٤٩٠.