من محمد صلىاللهعليهوسلم ، وما سمعت الله أقسم بحياة أحد إلّا بحياته فقال : (لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ) (١).
وفي «الصحيح» (٢) من حديث قتادة ، عن أنس قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «بينا أنا نائم أريت أنّي أسير في الجنّة ، فإذا أنا بنهر حافّتاه قباب اللّؤلؤ المجوّف ، فقلت : ما هذا يا جبريل؟ قال : هذا الكوثر الّذي أعطاك الله ، قال : فضرب الملك بيده فإذا طينه مسك أذفر» (٣).
وقال الزّهريّ ، عن أنس ، عن النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «حوضي كما بين صنعاء وأيلة ، وفيه من الأباريق عدد نجوم السماء (٤)».
وقال يزيد بن أبي حبيب : ثنا أبو الخير أنّه سمع عقبة بن عامر يقول : ما خطبنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّه صلّى على شهداء أحد ، ثمّ رقى المنبر وقال : «إنّي لكم فرط وأنا شهيد عليكم ، وأنا انظر إلى حوضي الآن ، وأنا في مقامي هذا ، وإنّي والله ما أخاف أن تشركوا بعدي ، ولكنّي أريت أنّي أعطيت مفاتيح خزائن الأرض ، فأخاف عليكم أن تنافسوا فيها (٥).
__________________
(١) سورة الحجر ـ الآية ٧٢.
وكتب هنا في حاشية الأصل : «بلغت قراءة خليل بن أيبك ، في الميعاد الحادي عشر على مؤلّفه ، فسح الله في مدّته».
(٢) صحيح البخاري في الرقائق ٧ / ٢٠٧ باب في الحوض وقول الله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، ومسند أحمد ٣ / ١٠٣ و ١١٥ و ١٥٢ و ١٩١ و ٢٠٧ و ٢٣٢ و ٢٦٣ و ٢٨٩.
(٣) أذفر : طيّب الريح ، والذفر : بالتحريك يقع على الطيّب والكريه ، ويفرّق بينهما بما يضاف إليه ويوصف به. (النهاية لابن الأثير).
(٤) رواه الترمذي في صفة القيامة (٢٥٥٩) باب ما جاء في صفة الحوض ، وقال : هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه ، وأحمد في المسند ٣ / ٢٢٥ و ٢٣٠ و ٤ / ١٤٩ و ١٥٤ و ٥ / ١٤٩.
(٥) رواه البخاري في المناقب ٤ / ١٧٦ باب علامات النّبوّة ، وفي المغازي ٥ / ٤٠ باب غزوة الرجيع ، وفي الرقاق ٧ / ١٧٣ باب ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها ، و ٧ / ٢٠٧ باب في الحوض وقول الله تعالى : (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) ، والنسائي في الجنائز ٤ / ٦١ ـ ٦٢ باب