رواه إبراهيم بن سعد ، عن ابن إسحاق ، وعبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص.
وقال معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «خيّرت بين أن أبقى حتّى أرى ما يفتح على أمّتي وبين التعجيل ، فاخترت التعجيل».
وقال الشّعبيّ ، عن مسروق ، عن عائشة قالت : اجتمع نساء رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند رسول الله ، لم تغادر منهنّ امرأة ، فجاءت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها مشية رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقال : «مرحبا بابنتي» ، فأجلسها عن يمينه أو شماله ، فسارها بشيء ، فبكت ، ثم سارّها فضحكت ، فقلت لها : خصّك رسول الله صلىاللهعليهوسلم بالسّرار وتبكين! فلمّا أن قام قلت لها : أخبريني بما سارّك ، قالت : ما كنت لأفشي سرّه ، فلمّا توفّي قلت لها : أسألك بما لي عليك من الحقّ لما أخبرتيني (١) ، قالت : أمّا الآن فنعم ، سارّني فقال : «إنّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرّة ، وإنّه عارضني العام مرّتين ، ولا أرى ذلك إلّا اقتراب أجلي ، فاتّقي الله واصبري فنعم السّلف أنالك» ، فبكيت ، ثمّ سارّني فقال : «أما ترضين أن تكوني سيّدة نساء المؤمنين ـ أو سيّدة نساء هذه الأمّة» ـ يعني فضحكت. متّفق عليه (٢).
وروى نحوه عروة ، عن عائشة ، وفيه أنّها ضحكت لأنّه أخبرها أنّها أوّل
__________________
(١) كذا بإثبات الياء بعد التاء ، وهو جائز.
(٢) أخرجه البخاري في المناقب ، ٤ / ٢١٠ باب مناقب قرابة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومنقبة فاطمة عليهاالسلام بنت النبيّ صلىاللهعليهوسلم ، ومسلم في فضائل الصحابة (٢٤٥٠ / ٩٩) بلفظه ، في باب فضائل فاطمة بنت النبيّ عليها الصلاة والسلام ، والترمذي في المناقب (٣٩٦٤) باب ما جاء في فضل فاطمة رضياللهعنها ، وأبو داود في الأدب (٥٢١٧) باب ما جاء في القيام ، وانظر جامع الأصول لابن الأثير ٩ / ١٢٩ ـ ١٣٠ رقم ٦٦٧٧.