فأبى الله إلّا أن يكون أبي (١).
قال أبو حاتم : ثنا يسرة (٢) بن صفوان ، عن نافع ، عن ابن أبي مليكة مرسلا ، وهو أشبه.
وقال عكرمة ، عن ابن عبّاس ، إنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج من مرضه الّذي مات فيه عاصبا رأسه بعصابة دسماء ملتحفا بملحفة على منكبيه ، فجلس على المنبر وأوصى بالأنصار ، فكان آخر مجلس جلسه. رواه البخاريّ (٣). ودسماء : سوداء.
وقال ابن عيينة : سمعت سليمان يذكر عن سعيد بن جبير قال : قال ابن عبّاس : يوم الخميس ، وما يوم الخميس ، ثم بكى حتى بلّ دمعه الحصى ، قلت : يا أبا عبّاس : وما يوم الخميس؟ قال : اشتدّ برسول الله صلىاللهعليهوسلم وجعه فقال : «ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا» ، قال : فتنازعوا ولا ينبغي عند نبيّ تنازع فقالوا : ما شأنه ، أهجر! استفهموه ، قال : فذهبوا يعيدون عليه ، قال : «دعوني فالذي أنا فيه خير ممّا تدعونني إليه» ، قال : وأوصاهم عند موته بثلاث فقال : أخرجوا المشركين من جزيرة العرب ، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم ، قال : وسكت عن الثالثة ، أو قالها فنسيتها. متّفق عليه (٤).
__________________
(١) رواه أحمد في المسند ٦ / ١٠٦.
(٢) في طبعة القدسي ٢ / ٣٨٣ «بسرة» بالباء الموحّدة ، وهو تحريف ، والتصويف عن الجرح والتعديل ٩ / ٣١٤ رقم ١٣٦٢ ، وهو بفتح الياء والسين. انظر : المشتبه للذهبي ٢ / ٦٦٩.
(٣) في مناقب الأنصار ٤ / ٢٢٦ ـ ٢٢٧ باب
قول النبيّ صلىاللهعليهوسلم : أقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم ،
وأحمد في المسند ١ / ٢٣٣.
(٤) رواه البخاري في المغازي ٥ / ١٣٧ باب مرض النبيّ صلىاللهعليهوسلم ووفاته ، وفي الجزية ٤ / ٦٦ باب إخراج اليهود من جزيرة العرب. ومسلم في الوصيّة (١٦٣٧) باب ترك الوصيّة لمن ليس له شيء يوصي فيه ، والطبري في تاريخه ٣ / ١٩٣.