عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : لمّا أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلىاللهعليهوسلم كان أبو عبيدة بن الجرّاح يضرح (١) لأهل مكة ، وكان أبو طلحة يلحد لأهل المدينة ، فأرسل العبّاس خلفهما رجلين وقال : اللهمّ خر لرسولك ، أيّهما جاء حفر له ، فجاء أبو طلحة فلحد لرسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
وقال الواقديّ : ثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن عثمان بن محمد الأخنسيّ ، عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع قال : لمّا توفّي النّبيّ صلىاللهعليهوسلم اختلفوا في موضع قبره ، فقال قائل : في البقيع ، فقد كان يكثر الاستغفار لهم. وقال قائل : عند منبره ، وقال قائل : في مصلّاه ، فجاء أبو بكر فقال : إنّ عندي من هذا خبرا وعلما ، سمعت النّبيّ صلىاللهعليهوسلم يقول : «ما قبض نبيّ إلّا دفن حيث توفّي» (٣).
وقال ابن عيينة ، عن يحيى بن سعيد ، عن سعيد بن المسيّب قال : عرضت عائشة على أبيها رؤيا ـ وكان من أعبر النّاس ـ قالت : رأيت : ثلاثة أقمار وقعن في حجرتي ، فقال : إن صدقت رؤياك دفن في بيتك من خير أهل الأرض ثلاثة ، فلمّا قبض النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : يا عائشة هذا خير أقمارك (٤).
وقال الواقديّ : حدّثني ابن أبي سبرة ، عن عبّاس بن عبد الله بن معبد ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : لمّا كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم موضوعا
__________________
(١) في حاشية الأصل : «الضرح» : شقّ الأرض وسط القبر.
(٢) سيرة ابن هشام ٤ / ٢٦٣ ، وطبقات ابن سعد ٢ / ٢٩٥.
(٣) طبقات ابن سعد ٢ / ٢٩٢ ، ٢٩٣ ، وانظر سيرة ابن هشام ٤ / ٢٦٣ ، وأنساب الأشراف للبلاذري ١ / ٥٧٣.
(٤) طبقات ابن سعد ٢ / ٢٩٣ ، أنساب الأشراف ١ / ٥٧٢ و ٥٧٣.