يدخلها إلّا من أرادوا ، وبنوها بساف من حجارة وساف من خشب ، حتى انتهوا إلى موضع الركن فتنافسوا في وضعه (١).
إلى أن قال : فرفعوها بمدماك حجارة ومدماك خشب ، حتى بلغوا السقف ، فقال لهم «باقوم» النّجّار الروميّ : أتحبّون أن تجعلوا سقفها مكبّسا (٢) أو مسطّحا؟ قالوا : بل مسطّحا ، وجعلوا فيه ستّ دعائم في صفّين ، وجعلوا ارتفاعها من ظاهرها ثمانية عشر ذراعا وقد كانت قبل تسعة أذرع (٣) ، وجعلوا درجة من خشب في بطنها يصعد منها إلى ظهرها ، وزوّقوا سقفها وحيطانها من بطنها ودعائمها ، وصوّروا فيها الأنبياء والملائكة والشجر ، وصوّروا إبراهيم يستقسم بالأزلام (٤) ، وصوّروا عيسى وأمّه ، وكانوا أخرجوا ما في جبّ الكعبة من حلية ومال وقرني الكبش ، وجعلوه عند أبي طلحة العبدريّ (٥) ، وأخرجوا منها هبل (٦) ، فنصب عند المقام حتى فرغوا فأعادوا جميع ذلك ، ثم ستروها بحبرات يمانية (٧).
وفي الحديث عن ابن أبي نجيح ، عن أبيه ، عن حويطب بن عبد العزّى وغيره : فلما كان يوم الفتح دخل رسول الله ـ صلىاللهعليهوسلم ـ إلى البيت ، فأمر بثوب فبلّ بماء وأمر بطمس تلك الصّور ، ووضع كفّيه على صورة عيسى وأمّه وقال : «امحوا الجميع إلّا ما تحت يدي». رواه الأزرقي (٨).
ابن جريج قال : سأل سليمان بن موسى الشامي عطاء بن أبي رباح ،
__________________
(١) أخبار مكة ١ / ١٦٣.
(٢) في الأصل «ملنّس» والتصحيح من أخبار مكة ١ / ١٦٤.
(٣) أي في عهد إسماعيل عليهالسلام. (الروض الأنف ١ / ٢٢١).
(٤) الأزلام : سهام كانوا يستقسمون بها في الجاهلية.
(٥) هو عبد الله بن عبد العزّى بن عثمان بن عبد الدار بن قصيّ.
(٦) أحد أصنام الكعبة المشهورة.
(٧) أخبار مكة ١ / ١٦٤ ـ ١٦٧.
(٨) أخبار مكة ١ / ١٦٥.