الملائكة ، فرأى صورة إبراهيم فقال : «قاتلهم الله جعلوه شيخا يستقسم بالأزلام ، ثم رأى صورة مريم فوضع يده عليها فقال : امحوا ما فيها إلّا صورة مريم». ثم ساقه الأزرقي (١) بإسناد آخر بنحوه ، وهو مرسل ، ولكنّ قول عطاء وعمرو ثابت ، وهذا أمر لم نسمع به إلى اليوم (٢).
وقال معمر ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم (٣) عن أبي الطّفيل قال : لما بني البيت كان النّاس ينقلون الحجارة والنّبيّ صلىاللهعليهوسلم معهم ، فأخذ الثوب فوضعه على عاتقه فنودي : (لا تكشف عورتك) فألقى الحجر ولبس ثوبه. رواه أحمد في «مسندة» (٤).
وقال عبد الرحمن بن عبد الله الدّشتكيّ : ثنا عمرو بن أبي قيس ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس ، عن أبيه قال : (كنت أنا وابن أخي
__________________
= والأزلام؟ ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما ، وما كان من المشركين ، ثم أمر بتلك الصور كلّها فطمست».
وقال ابن هشام أيضا ٤ / ١٠٤ «وحدّثني من أثق به من أهل الرواية في إسناد له ، عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، قال : دخل مكة يوم الفتح على راحلته ، فطاف عليها وحول البيت أصنام مشدودة بالرصاص ، فجعل النبي صلىاللهعليهوسلم يشير بغضب في يده إلى الأصنام ، ويقول : «جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا» فما أشار إلى صنم منها في وجهه إلا وقع لقفاه ، ولا أشار لقفاه إلا وقع لوجهه ، ما بقي منها صنم إلّا وقع».
وفي نسخة دار الكتب المصرية «عياض عن جدّته» ، وهو تصحيف واضح.
(١) أخبار مكة ١ / ١٦٩ عن محمد بن يحيى بن أبي عمر ، عن عبد الوهاب الثقفي عن أيوب ، عن عكرمة.
(٢) وهو باطل منكر ، وخاصة استثناء صورة عيسى ابن مريم وأمّه من المحو لأنّه مخالف لعقيدة التوحيد ، والنهي عن التصوير ، والصلاة في مكان توجد فيه صور ، وينقض ذلك ما ورد عند ابن هشام في السيرة ٤ / ٩٤ : «وحدّثني بعض أهل العلم أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم دخل البيت يوم الفتح ، فرأى فيه صور الملائكة وغيرهم ، فرأى إبراهيم عليهالسلام مصوّرا في يده الأزلام يستقسم بها ، فقال : قاتلهم الله ، جعلوا شيخنا يستقسم».
(٣) في الأصل «خيثم» والتصحيح من تهذيب التهذيب ٥ / ٣١٤ وقد مرّ قبل قليل ، وسيأتي قريبا مصحّحا.
(٤) المسند ٣ / ٣١٠ و ٣٣٣ و ٥ / ٤٥٥.