ننقل الحجارة على رقابنا وأزرنا تحت الحجارة ، فإذا غشينا النّاس ائتزرنا ، فبينا هو أمامي خرّ على وجهه منبطحا ، فجئت أسعى وألقيت حجري ، وهو ينظر إلى السماء ، فقلت : ما شأنك؟ فقام وأخذ إزاره وقال : «نهيت أن أمشي عريانا» فكنت أكتمها النّاس مخافة أن يقولوا مجنون). رواه قيس بن الربيع بنحوه ، عن سماك (١).
وقال حمّاد بن سلمة ، عن داود بن أبي هند ، عن سماك بن حرب ، عن خالد بن عرعرة ، عن عليّ ـ رضياللهعنه ـ قال : لما تشاجروا في الحجر أن يضعه أول من يدخل من هذا الباب ، فكان أوّل من دخل النّبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : قد جاء الأمين.
أخبرنا سليمان بن حمزة ، أنا محمد بن عبد الواحد ، أنا محمد بن أحمد ، أنّ فاطمة بنت عبد الله أخبرتهم ، أنبأ ابن بريدة ، أنبأ الطّبرانيّ ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عبد الرزّاق (٢) ، عن معمر ، عن ابن خثيم ، عن أبي الطّفيل قال : «كانت الكعبة في الجاهلية مبنيّة بالرضم ، ليس فيها مدر (٣) ، وكانت قدر ما نقتحمها (٤) ، وكانت غير مسقوفة ، إنّما توضع ثيابها عليها ، ثم تسدل عليها سدلا (٥) ، وكان الركن الأسود موضوعا على سورها باديا ، وكانت ذات ركنين كهيئة الحلقة (٦) ، فأقبلت سفينة من أرض الروم
__________________
(١) أخرجه البخاري بنحوه ٢ / ١٥٥ ، ١٥٦ كتاب الحج ، باب فضل مكة وبنيانها ٤ / ٢٣٤ كتاب بدء الخلق ، باب أيام الجاهلية ، ومسلم (٣٤٠ و ٣٤١) كتاب الحيض ، باب الاعتناء بحفظ العورة ، مسند أحمد ٣ / ٢٩٥ و ٣٨٠ ، وانظر أخبار مكة للأزرقي ١ / ١٧٠ وسيرة ابن كثير ١ / ٢٥١.
(٢) انظر «المصنّف» له ، ج ٥ / ١٠٢ رقم ٩١٠٦.
(٣) المدر : الطين اليابس.
(٤) في المصنّف : «يقتحمها العناق».
(٥) في المصنّف «ثم يسدل سدلا عليها».
(٦) في المصنّف «كهيئة هذه الحلقة».