وكان بين بنيان الكعبة ، وبين ما أنزل عليه خمس سنين. هذا حديث صحيح (١).
وقد روى نحوه داود العطّار ، عن ابن خثيم (٢).
ورواه محمّد بن كثير المصّيصيّ ، عن عبد الله بن واقد ، عن عبد الله ابن عثمان بن خثيم ، عن نافع بن سرجس قال : سألت أبا الطّفيل ، فذكر نحوه.
وقال عبد الصّمد بن النّعمان : حدّثنا ثابت بن يزيد ، ثنا هلال بن خبّاب ، عن مجاهد ، عن مولاه ، أنّه حدّثه أنّه كان فيمن يبني الكعبة في الجاهليّة قال : ولي حجر أنا نحتّه بيدي أعبده من دون الله ، فأجيء باللّبن الخاثر الّذي أنفسه (٣) على نفسي فأصبّه عليه ، فيجيء الكلب فيلحسه ، ثم يشغر فيبول ، فبنينا حتى بلغنا الحجر ، وما يرى الحجر منّا أحد ، فإذا هو وسط حجارتنا ، مثل رأس الرجل ، يكاد يتراءى منه وجه الرجل ، فقال بطن من قريش : نحن نضعه ، وقال آخرون : بل نحن نضعه. فقالوا : اجعلوا بينكم حكما. قالوا : أوّل رجل يطلع من الفجّ ، فجاء النّبيّ ـ صلىاللهعليهوسلم ـ فقالوا : أتاكم الأمين ، فقالوا له ، فوضعه في ثوب ، ثم دعا بطونهم ، فأخذوا بنواحيه معه ، فوضعه هو (٤).
اسم مولى مجاهد : السّائب بن عبد الله.
__________________
(١) المصنّف لعبد الرزاق الصّنعاني ٥ / ١٠٢ ـ ١٠٣ رقم ٩١٠٦ وفيه زيادة بعد ذلك ، ورواه ابن حجر في فتح الباري ٣ / ٢٨٥ دون زيادة ، وذكر طرفا منه الإمام أحمد في مسندة ٥ / ٤٥٥ وانظر طبقات ابن سعد ١ / ١٥٧.
(٢) انظر أخبار مكة ١ / ١٥٧.
(٣) أنفس : أبخل به على نفسي. (النهاية لابن الأثير).
(٤) مسند أحمد ٣ / ٤٢٥.