محمد بن عقيل عن جابر قال : «كان النّبيّ صلىاللهعليهوسلم شهد (١) مع المشركين مشاهدهم ، فسمع ملكين خلفه ، وأحدهما يقول لصاحبه : اذهب بنا حتى نقوم خلف رسول الله ، فقال : كيف تقوم خلفه ، وإنّما عهده باستلام الأصنام قبيل؟ (٢) ، قال : فلم يعد بعد ذلك أن يشهد مع المشركين مشاهدهم». تفرّد به جرير ، وما أتى به عنه سوى شيخ البخاريّ عثمان بن أبي شيبة. وهو منكر (٣).
وقال إبراهيم بن طهمان ، ثنا بديل بن ميسرة ، عن عبد الكريم ، عن عبد الله بن شقيق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي الحمساء قال : «بايعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيعا قبل أن يبعث ، فبقيت له بقيّة ، فوعدته أن آتيه بها في مكانه ذلك. قال : فنسيت يومي والغد ، فأتيته في اليوم الثالث ، فوجدته في مكانه ، فقال : يا فتىّ لقد شققت عليّ ، أنا هاهنا منذ ثلاث أنتظرك». أخرجه أبو داود (٤).
وأخبرنا الخضر بن عبد الرحمن الأزدي ، أنبأ أبو محمد بن البن ، أنا جدّي ، أنا أبو القاسم عليّ بن أبي العلاء ، أنا عبد الرحمن بن أبي نصر ، أنا علي بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن عائذ ، حدّثني الوليد ، أخبرني معاوية بن سلّام ، عن جدّه أبي سلام الأسود ، عمّن حدّثه ،
__________________
(١) في دلائل النبوّة للبيهقي ١ / ٣١٧ ، وميزان الاعتدال ٣ / ٣٥ «يشهد».
(٢) في ميزان الاعتدال ٣ / ٣٦ «قبل» ، وقال الحافظ الذهبي : «يعني أنه حديث عهد برؤية استلام الأصنام ، لا أنّه هو المستلم ، حاشا وكلّا».
(٣) قال المناوي : رأيت أصحابنا يذكرون أن عثمان روى أحاديث لا يتابع عليها. وقال الذهبي : عثمان لا يحتاج إلى متابع ، ولا ينكر له أن ينفرد بأحاديث لسعة ما روى وقد يغلط ، وقد أعتمده الشيخان في صحيحهما ، وروى عنه أبو يعلى ، والبغوي ، والنّاس ، وقد سئل عنه أحمد فقال : ما علمت إلّا خيرا ، وأثنى عليه. وقال يحيى : ثقة مأمون.
(٤) سنن أبي داود (٤٩٩٦) ، كتاب الأدب ، باب في العدّة. وقال : قال محمد بن يحيى : هذا عندنا عبد الكريم بن عبد الله بن شقيق.