حتى يقيم به الملّة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلّا الله فيفتح بها (١) أعينا عميا وآذانا صمّا وقلوبا غلفا (٢).
قال عطاء : ثم لقيت كعب الأحبار فسألته ، فما اختلفا في حرف ، إلّا أنّ كعبا يقول بلغته : (أعينا عموما ، وآذانا صموما وقلوبا غلوفا) (٣).
أخرجه البخاري عن العوفيّ ، عن فليح (٤).
وقد رواه سعيد بن أبي هلال ، عن هلال بن أسامة ، عن عطاء بن يسار ، عن عبد الله بن سلّام ، فذكر نحوه (٥).
ثم قال عطاء : وأخبرني أبو واقد اللّيثي أنّه سمع كعب الأحبار يقول مثل ما قال ابن سلّام.
قلت : وهذا أصحّ فإنّ عطاء لم يدرك كعبا.
وروى نحوه أبو غسّان محمد بن مطرّف ، عن زيد بن أسلم ، أنّ عبد الله بن سلّام قال : صفة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم في التّوراة ، وذكر الحديث (٦).
وروى عطاء بن السّائب ، عن أبي عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود ، عن أبيه : «إنّ الله ابتعث نبيّه لإدخال رجل الجنّة ، فدخل الكنيسة ، فإذا هو بيهود ، وإذا بيهوديّ يقرأ التّوراة ، فلمّا أتوا على صفة النّبيّ صلىاللهعليهوسلم أمسكوا ، وفي ناحية الكنيسة رجل مريض ، فقال النّبيّ صلىاللهعليهوسلم : (ما لكم أمسكتم؟) قال
__________________
(١) في الأصل «به» والتصحيح من صحيح البخاري.
(٢) صحيح البخاري ٣ / ٢١ كتاب البيوع ، باب كراهية السّخب في السوق ، و ٦ / ٤٤ ، ٤٥ كتاب التفسير ، سورة الفتح ، باب إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، مسند أحمد ٢ / ١٧٤ وأخرجه الفسوي في المعرفة والتاريخ ٣ / ٢٧٤.
(٣) في المسند «أعينا عمومي وآذانا صمومي ، وقلوبا غلوفي. قال يونس : غلفي».
(٤) كتاب البيوع ، باب كراهية السخب.
(٥) المصدر نفسه.
(٦) انظر تهذيب تاريخ دمشق ١ / ٣٤١.