من توصيني (١)؟ قال : والله ما أعلمه (٢) إلّا رجلا (٣) بنصيبين (٤) ، فلما (٥) دفنّاه لحقت بالآخر (٦) ، فأقمت عنده على مثل حالهم ، حتى حضره الموت (٧) فأوصى بي إلى رجل من عمّورية بالروم ، فأتيته فوجدته على مثل حالهم ، فأقمت عنده واكتسبت حتى كانت لي غنيمة وبقيرات (٨) ، ثم (٩) احتضر فكلّمته ، فقال : أي بنيّ والله ما أعلم (١٠) بقي أحد على مثل ما كنّا عليه (١١) ، ولكن قد أظلّك زمان نبيّ يبعث من الحرم ، مهاجره بين حرّتين أرض سبخة ذات نخل ، وإنّ فيه علامات لا تخفى ، بين كتفيه خاتم النّبوّة ، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة ، فإن استطعت أن تخلص إلى تلك البلاد فافعل ، فإنّه قد أظلّك زمانه ، فلمّا وأريناه أقمت (١٢) حتى مرّ بي رجال من تجّار العرب من كلب ، فقلت لهم : تحملوني (١٣) إلى أرض العرب ، وأنا
__________________
(١) كلمة «توصيني» ليست في السير.
(٢) في السير «ما أعلمه أي بني».
(٣) في الأصل «رجل» والتصحيح من السير والمغازي.
(٤) من بلاد على جادّة القوافل من الموصل إلى الشام (معجم البلدان ٥ / ٢٨٨).
(٥) في السير «هو على مثل ما نحن عليه ، فالحق به ، فلما».
(٦) في السير «فقلت له : يا فلان إن فلانا أوصاني إلى فلان ، وفلان أوصاني إليك ، قال : فأقم أي بني».
(٧) في السير «حضرته الوفاة ، فقلت له : يا فلان إنّه قد حضرك من أمر الله ما ترى وقد كان فلان أوصاني إلى فلان ، وأوصاني فلان إلى فلان ، وأوصاني فلان إليك ، فإلى من؟ قال : أي بني والله ما أعلم أحدا على مثل ما نحن عليه إلّا رجلا بعمّورية من أرض الروم ، فأته فإنك ستجده على مثل ما كنا عليه ، فلما واريته خرجت حتى قدمت على صاحب عمّورية فوجدته على مثل حالهم».
(٨) في السير «بقرات».
(٩) في السير «ثم حضرته الوفاة ، فقلت : يا فلان إنّ فلانا كان أوصاني إلى فلان ، وفلان إلى فلان ، وفلان إليك ، وقد حضرك من أمر الله ما ترى ، فإلى من توصيني».
(١٠) في السير «أعلمه».
(١١) في السير «ما كنا عليه آمرك أن تأتيه ، ولكنه».
(١٢) في السير ٩٠ «أقمت على خير».
(١٣) في السير «تحملوني معكم حتى تقدموني أرض العرب».