وقال زيد بن الحباب : ثنا صالح بن موسى الطلحي ، عن أبيه قال : اجتهد الأشعريّ قبل موته اجتهادا شديدا ، فقيل له : لو رفقت بنفسك ، قال : إنّ الخيل إذا أرسلت فقاربت رأس مجراها أخرجت جميع ما عندها ، والّذي بقي من أجلي أقلّ من ذلك ، قال : فلم يزل على ذلك حتى مات (١).
وقال أبو صالح بن السّمّان : قال علي رضياللهعنه في أمر الحكمين : يا أبا موسى أحكم ولو على حزّ عنقي (٢).
وقال زيد بن الحباب : ثنا سليمان بن المغيرة البكري ، عن أبي بردة ، عن أبي موسى ، أنّ معاوية كتب إليه : سلام عليك ، أما بعد ، فإن عمرو بن العاص قد بايعني على ما أريد ، وأقسم بالله لئن بايعتني على الّذي بايعني عليه ، لأستعملنّ أحد ابنيك على الكوفة والآخر على البصرة ، ولا يغلق دونك باب ، ولا تقضى دونك حاجة ، وقد كتبت إليه بخط يدي ، فاكتب إليّ بخط يدك ، قال : فقال لي : يا بنيّ إنما تعلّمت المعجم بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فكتبت إليه كتابا مثل العقارب ، فكتب إليه : أمّا بعد ، فإنك كتبت إليّ في جسيم أمر أمّة محمد ، فما ذا أقول لربي إذا قدمت عليه ، ليس لي فيما عرضت من حاجة ، والسلام عليك.
قال أبو بردة : فلما ولي معاوية أتيته ، فما أغلق دوني بابا ، وقضى حوائجي (٣).
قال أبو نعيم ، وابن نمير وأبو بكر بن أبي شيبة ، وقعنب : توفي سنة أربع وأربعين.
__________________
(١) تاريخ دمشق ٥٣٤.
(٢) تاريخ دمشق ٥٤١ من طريق ، المفضّل بن غسان الغلابي ، عن يحيى بن معين ، عن ابن نمير ، عن الأعمش ، عن أبي صالح السمّان.
(٣) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق ٥٤١ ، ٥٤٢ من طريق : الحسين بن علي الكسائي ، عن الهمدانيّ ، عن يحيى بن سليمان الحنفي بهذا الإسناد. وأخرجه ابن سعد في الطبقات الكبرى ٤ / ١١١ ، ١١٢ من طريق : عفان بن مسلم ، وعمرو بن عاصم الكلابي ، ويعقوب بن إسحاق الحضرميّ ، ثلاثتهم عن سليمان بن المغيرة ، عن حميد بن هلال ، عن أبي بردة.