مفتون ، أصابتني دعوة سعد (١).
وقال الزبير بن عديّ ، عن مصعب ، إنّ سعدا خطبهم بالكوفة ، ثم قال : يا أهل الكوفة ، أي أمير كنت لكم؟ فقام رجل فقال : إن كنت ما علمتك لا تعدل في الرعية ، ولا تقسم بالسوية ، ولا تغزو في السرية؟ فقال : اللهمّ إن كان كاذبا فأعم بصره ، وعجّل فقره ، وأطل عمره ، وعرّضه للفتن ، قال : فما مات حتى عمّر وافتقر وسأل ، وأدرك فتنة المختار فقتل فيها (٢).
وقال شعبة ، عن سعد بن إبراهيم ، عن سعيد بن المسيّب قال : خرجت جارية لسعد ، وعليها قميص جديد ، فكشفها الريح ، فشدّ عمر عليها بالدّرة ، وجاء سعد ليمنعه فتناوله بالدّرة ، فذهب سعد ليدعو على عمر ، فناوله الدرة وقال : اقتصّ ، فعفا عن عمر (٣).
وقال زياد البكّائي (٤) عن عبد الملك بن عمير ، عن قبيصة بن جابر قال : قال ابن عمر لنا يوم القادسية :
ألم تر أنّ الله أنزل نصره |
|
وسعد بباب القادسية معصم |
فأبنا وقد آمت نساء كثيرة |
|
ونسوة سعد ليس فيهنّ أيّم |
فبلغ سعدا فقال : اللهمّ اقطع عنّي لسانه ، فجاءت نشّابة ، فأصابت فاه ، فخرس ، ثم قطعت يده في القتال. وكان في جسد سعد قروح ، فأخبر الناس بعذره عن القتال (٥).
__________________
(١) أخرجه أحمد في المسند ١ / ١٧٥ و ١٧٦ و ١٧٧ و ١٧٩ و ١٨٠ ، وأبو داود الطيالسي في مسندة (٢١٧) ، والبخاري في الأذان (٧٥٥) باب وجوب القراءة للإمام والمأموم في الصلوات كلها ، و (٧٥٨) و (٧٧٠) باب يطوّل في الأوليين ، ويحذف في الأخريين ، ومسلم في الصلاة (٤٥٤) باب القراءة في الظهر والعصر ، والنسائي ٢ / ٢١٧ باب الركود في الأوليين ، وأخرجه أبو داود في الصلاة (٨٠٣) باب تخفيف الأخريين ، والنسائي ٢ / ١٧٤ في الصلاة باب الركود في الركعتين الأوليين ، وأخرجه الطبراني مختصرا (٢٩٠) ومطوّلا (٣٠٨) ، وابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» ٤٤ ، ٤٥ رقم ٣٢.
(٢) هي فتنة المختار الثقفي ، وستأتي في هذا الكتاب (حوادث سنتي ٦٥ و ٦٧ ه).
(٣) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير ١ رقم ٣٠٩ ، والهيثمي في مجمع الزوائد ٩ / ١٥٣ ، ١٥٤.
(٤) في الأصل «البكالي» والتصحيح من (اللباب ١ / ٦٨) حيث قال : البكائي : بفتح الباء وتشديد الكاف .. نسبة إلى البكاء ، وهو ربيعة بن عامر بن ربعية. إلخ.
(٥) رواه الطبراني في المعجم الكبير ١ / (٣١٠) و (٣١١) ، والهيثمي في المجمع ٩ / ١٥٤.