وقال مصعب بن سعد ، وغيره : إنّ رجلا نال من علي ، فنهاه سعد ، فلم ينته ، فدعا عليه ، فما برح حتى جاء بعير نادّ ، فخبطه حتى مات.
لها طرق عن سعد (١).
وقال جرير بن مغيرة ، عن أمّه قالت : زرنا آل سعد بن أبي وقّاص ، فرأينا جارية كان طولها شبر ، قلت : من هذه؟ قالوا : ما تعرفينها ، هذه بنت سعد ، غمست يدها في طهوره فقال : قصع (٢) الله قرنك ، فما شبّت بعد (٣).
قد ذكرنا فيما مرّ أنّ سعدا جعله عمر أحد الستة أهل الشورى ، وقال : إن أصابت الخلافة سعدا ، وإلّا فليستعن به الخليفة بعدي ، فإنّي لم أعزله من ضعف ولا من خيانة (٤).
وسعد كان ممّن اعتزل عليّا ومعاوية.
قال أيوب ، عن ابن سيرين : نبّئت أنّ سعدا قال : ما أزعم أني بقميصي هذا أحقّ منّي الخلافة ، قد جاهدت إذ أنا أعرف الجهاد ، ولا أبخع نفسي إن كان رجل خيرا منّي ، لا أقاتل حتى تأتوني بسيف له عينان ولسان وشفتان ، فيقول هذا مؤمن وهذا كافر (٥).
__________________
(١) قال المؤلّف ـ رحمهالله ـ في سير أعلام النبلاء ١ / ١١٦ : ولهذه الواقعة طرق جمّة رواها ابن أبي الدنيا في «مجابي الدعوة» وروى نحوها : الزبير بن بكار ، عن إبراهيم بن حمزة ، عن أبي أسامة ، عن ابن عون ، عن محمد بن محمد الزهري ، عن عامر بن سعد. وحدّث بها أبو كريب ، عن أبي أسامة. ورواها ابن حميد ، عن ابن المبارك ، عن ابن عون ، عن محمد بن محمد بن الأسود. انظر «مجابي الدعوة» ـ ص ٤٨ رقم ٣٦.
(٢) في طبعة القدسي «قطع» ، والتصحيح من «مجابي الدعوة» ٤٦ ، وقال في لسان العرب : قصع الغلام قصعا ، ضربه ببسط كفّه على رأسه ، وقصع هامته كذلك ، قالوا : والّذي يفعل به ذلك لا يشبّ ولا يزداد. وغلام مقصوع وقصيع. كادي الشباب ، إذا كان قميئا لا يشبّ ولا يزداد ، وقصع الله شبابه : أكده.
(٣) كتاب مجابي الدعوة لابن أبي الدنيا ـ ص ٤٦ رقم ٣٣ طبعة مؤسسة الرسالة ، بيروت ١٩٨٥.
(٤) انظر الجزء الخاص بعهد الخلفاء الراشدين ، من هذا الكتاب (بتحقيقنا) ـ ص ٢٧٩ ، وطبقات ابن سعد ٣ / ٣٣٨ ، ٣٣٩ ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي ١٣٥ ، والمعجم الكبير ١ رقم (٣٢٠) ، والإصابة ٤ / ١٦٣.
(٥) الطبقات الكبرى ٣ / ١ / ١٠١ ، حلية الأولياء ١ / ٩٤ ، المعجم الكبير ١ رقم (٣٢٢) ، مجمع الزوائد ٧ / ٢٩٩.