وقال محمد بن الضّحّاك الحزامي (١) ، عن أبيه ، أنّ عليّا رضياللهعنه خطب بعد الحكمين فقال : لله منزل نزله سعد بن مالك وعبد الله بن عمر ، والله لئن كان ذنبا ـ يعني اعتزالهما ـ إنه لصغير مغفور ، ولئن كان حسنا ، إنه لعظيم مشكور (٢).
وقال عمر بن الحكم ، عن عوانة : دخل سعد على معاوية ، فلم يسلّم عليه بالإمارة ، فقال معاوية : لو شئت أن تقول غيرها لقلت ، قال : فنحن المؤمنون ولم نؤمّرك ، فإنك معجب بما أنت فيه ، والله ما يسرّني أنّي على الّذي أنت عليه ، وإني هرقت محجمة دم.
وقال محمد بن سيرين : إنّ سعدا طاف على تسع جوار في ليلة ، ثم أيقظ العاشرة ، فغلبه النوم ، فاستحيت أن توقظه.
وقال الزهري : إنّ سعدا لما حضرته الوفاة ، دعا بخلق جبّة من صوف فقال : كفّنوني فيها ، فإنّي لقيت فيها المشركين يوم بدر ، وإنما خبأتها لهذا [اليوم] (٣).
وقال حمّاد بن سلمة ، عن سماك ، عن مصعب بن سعد قال : كان رأس أبي في حجري ، وهو يقضي ، فبكيت ، فرفع رأسه إليّ فقال : أي بني ما يبكيك؟ قلت : لمكانك وما أرى بك ، فقال : لا تبك ، فإنّ الله لا يعذّبني أبدا ، وإني من أهل الجنة (٤).
وعن عائشة بنت سعد ، أنّ أباها أرسل إلى مروان بزكاة عين ماله ، خمسة آلاف ، وخلّف يوم مات مائتين وخمسين ألف درهم.
قال الزبير بن بكار : كان سعد قد اعتزل في الآخر في قصر بناه بطرف حمراء الأسد (٥).
__________________
(١) الحزامي : بكسر الحاء نسبة إلى جدّه الأعلى .. (اللباب ١ / ٣٦٢).
(٢) مجمع الزوائد ٧ / ٢٤٦ وقال : رواه الطبراني.
(٣) أخرجه الحاكم في المستدرك ٣ / ٤٩٦ ، والطبراني ١ رقم (٣١٦) ، والهيثمي في المجمع ٣ / ٢٥ وقال : رجاله ثقات ، إلّا أن الزهري لم يدرك سعدا.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ١ / ١٠٤.
(٥) حمراء الأسد : هي من المدينة على ثلاثة أميال. (طبقات ابن سعد ٢ / ٤٩).