قال الأعرابي : يامحمد ، لم تركتني دون أصحابي؟
فقال : إن ربي أخبرني أنك حسن الخلق ، سمح الكف ، تطعم الطعام. فأسلم الأعرابي عند ذلك ».
الحديث العاشر : عن أبي موسى قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « إذا كان العبد على طريقة من الخير ، فمرض أو سافر أو عجز عن العمل بكبر ، كتب الله له مثل ما كان يعمل ، ثم قرأ : ( فلهم أجر غير ممنون ) (١).
وعن عبد الله بن أبي الحمساء (٢) قال : كان عليّ لرسول الله صلىاللهعليهوآله شيء قبل المبعث ، فواعدته إلى مكان ، فجلس ينتظرني ، ونسيت ، فأتيته اليوم الثالث فوجدته في مكانه ، فقال لي : يا فتى ، لقد شققت عليَّ أنا هاهنا منذ ثلاثة أيام ».
الحديث الحادي عشر : عن مبارك ، عن الحسن (٣) قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « لو مُنع الناسُ فتَ البعر لقالوا : فيه الدُّرَ ».
الحديث الثاني عشر : عن [ أسعد بن ] (٤) سهل بن حنيف ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : « من أُذل عنده مؤمن ولم ينصره ـ وهو قادر على نصره ـ أذله الله على رؤوس الخلائق يوم القيامة ».
__________________
١ ـ التين ٩٥ : ٦.
٢ ـ في الأصل : الحسما ، وما أثبتناه هو الصواب ، اُنظر « تهذيب التهذيب ٥ : ١٩٢ واُسد الغابة ٣ : ١٤٦ ».
٣ ـ المراد من الحسن ، هو الحسن البصري ، بقرينه وآية مبارك عنه ، وهو مبارك بن فضالة بن أبي أمية أبو فضالة البصري ، الذي جالس الحسن البصري ثلاث عشرة سنة ، المتوفى سنه ١٦٤ ـ ١٦٦ هـ ، إلاّ أن الثابت ان الحسن البصري لم يرو عن رسول الله مباشرة ، لأنه ولد بالمدينة لسنتين بقيتا من خلافة عمر بن الخطاب ، فالظاهر سقوط الواسطة بينه وبين رسول الله (ص) في سند الحديث ، اُنظر « تهذيب التهذيب ٢ : ٢٦٤ و ١٠ : ٢٨ ، طبقات ابن سعد ٧ : ١٥٦ ، وفيات الأعيان ٢ : ١٥٦ تذكرة الحفاظ ١ : ٧١ ».
٤ ـ ما بين المعقوفين أثبتناه من معاجم الرجال ، لان حنيف الأنصاري لا يروي عن النبي وليس من أصحابه ، وأسعد : هو أبو امامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، ولد في حياة رسول الله (ص) وماتّ سنة ١٠٠ هـ ، وروى عن أبيه سهل بن حنيف ، وسهل من صحابة رسول الله (ص) وصحب علي بن أبي طالب (ع) حينبويع له ، واستخلفه على المدينة وشهد معه صفين ، وولاه بلاد فارس ، مات سنة ٣٨ هـ ، اُنظر « الإصابة ٢ : ٨٧ ، اُسد الغابة ١ ، ٧٢ و ٢ : ٣٦٥ ، تهذيب التهذيب ١ : ٢٦٤ ».