التّخيير والتّوسعة عليك ، أو ذلك الاذن في ترك القسم والتّسوية بينهنّ ، أو ذلك الاذن في ابتغاء من عزلت ، أو ذلك الاذن في نكاح الواهبات لانفسهنّ وتركك لنكاحهنّ (أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) اى أعين أزواجك (وَلا يَحْزَنَ) بترك القسم لهنّ وترك التّسوية بينهنّ (وَيَرْضَيْنَ بِما آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَ) قرئ تقرّ من الثّلاثىّ المجرّد مبنيّا للفاعل ، وقرئ من باب الأفعال مبنيّا للمفعول ، واعينهنّ بالرّفع فيهما ، وقرئ من باب الأفعال مبنيّا للفاعل ، واعينهنّ بالنّصب ، وقرئ كلّهنّ بالرّفع تأكيدا لضمير يرضين ، وبالنّصب تأكيدا لضمير آتيتهنّ (وَاللهُ يَعْلَمُ ما فِي قُلُوبِكُمْ) جمع أزواجه أو أمّته أو الجميع معه (ص) في الخطاب ، أو صرف الخطاب عنه الى أمّته ، أو الى أمّته وأزواجه (وَكانَ اللهُ عَلِيماً) عطف بمنزلة التّعليل (حَلِيماً) فلا يعاجلكم بعقوبة ما في قلوبكم لحلمه ، لا لجهله ، ولا لعجزه (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ مِنْ بَعْدُ) اى من بعد الأجناس المذكورة في الآية السّابقة كما قيل وكما هو ظاهر الآية (وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْواجٍ) أخر غير المذكورات في الآية السّابقة ، وقيل : انّ منعه من نكاح غيرهنّ ومن تبديلهنّ مكافاة لهنّ على اختيارهنّ الله ورسوله (ص) ، وقد ورد في اخبار كثيرة مضمون ما ورد عن الباقر (ع) من انّه انّما عنى به لا يحلّ لك النّساء الّتى حرّم الله عليك في هذه الآية (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهاتُكُمْ وَبَناتُكُمْ وَأَخَواتُكُمْ) (الى آخرها) ولو كان الأمر كما يقولون كان قد أحلّ لكم ما لم يحلّ له لانّ أحدكم يستبدل كلّما أراد ولكنّ الأمر ليس كما يقولون من الله عزوجل أحلّ لنبيّه ان ينكح من النّساء ما أراد الّا ما حرّم في هذه الآية في سورة النّساء ، وفي بعض الاخبار : أحاديث آل محمّد (ص) خلاف أحاديث النّاس (وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ وَكانَ اللهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً) حتّى على عدد الأزواج بالنّسبة إليك والى أمّتك ، والحصر في العدد والاقتصار على اشخاص معنيّة من دون الزّيادة عليهنّ ومن دون استبدالهنّ (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) تأديب للامّة كيف ينبغي ان يعاملوا الرّسول (ص) الّذى هو أب لهم؟ وكيف يكون معاملتهم مع أزواجه؟ (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ) لعلّهم كانوا يدخلون بيوت النّبىّ (ص) وبيوت بعضهم من غير اذن واستيناس فنزلت هذه الآية وآية الأمر بالاستيناس (إِلى طَعامٍ) تعدية الاذن ب إلى لتضمين معنى الدّعوة (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) اى إدراكه ونضجه يعنى لا تدخلوا بعد الدّعوة قبل نضج الطّعام وإدراكه للأكل ، فانّ ذلك يضيّق المنزل عليه وعلى أهل بيته (وَلكِنْ إِذا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا) لما ذكر من تضييق المنزل عليه وعلى أهل بيته (وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ) اى لحديث محمّد (ص) أو لحديث بعضكم بعضا وهو عطف على غير ناظرين اناه ، أو حال عن عامل محذوف والتّقدير ولا تمكثوا مستأنسين لحديث (إِنَّ ذلِكُمْ كانَ يُؤْذِي النَّبِيَ) لما ذكر من تضييق المنزل ولانّه ربما يريد الخلوة في بيته أو مع بعض نسائه (فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ) في ان يأمركم بالخروج (وَاللهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِ) فيأمركم بعدم اللّبث عنده (وَإِذا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتاعاً) اى نساء النّبىّ (ص) (فَسْئَلُوهُنَّ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) عن القمىّ انّه لمّا تزوّج رسول الله (ص) بزينب بنت جحش وكان يحبّها فأولم ودعا أصحابه وكان أصحابه إذا أكلوا يحبّون ان يتحدّثوا عند رسول الله (ص) وكان يحبّ ان يخلو مع زينب فانزل الله عزوجل : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) (الى قوله) (مِنْ وَراءِ حِجابٍ) وذلك انّهم كانوا يدخلون بلا اذن ، وعن الصّادق (ع) : كان جبرئيل إذا أتى النّبىّ (ص) قعد بين يديه قعدة العبد وكان لا يدخل حتّى يستأذنه وكانت النّساء قبل ذلك يبرزن للرّجال الأجانب من غير حجاب كما