اليه بحيث يظهر هو أو أحد من خلفائه بحسب ملكوته على صدره ولذلك ورد عن ابى عبد الله (ع) انّه قال : جاء رجل الى رسول الله (ص) فقال : اجعل نصف صلواتي لك؟ ـ قال : نعم ، ثمّ قال : اجعل صلواتي كلّها لك؟ ـ قال : نعم ، فلمّا مضى قال رسول الله (ص) : كفى همّ الدّنيا والآخرة ، وفي خبر عنه (ع) : انّ رجلا أتى رسول الله (ص) فقال : يا رسول الله (ص) انّى جعلت ثلث صلواتي لك ، فقال له : خيرا ، فقال : يا رسول الله (ص) انّى جعلت نصف صلواتي لك ، فقال له : ذلك أفضل ، فقال : انّى اجعل كلّ صلواتي لك؟ فقال : اذن يكفيك الله عزوجل ما اهمّك من امر دنياك وآخرتك ، فقال له رجل : أصلحك الله كيف يجعل صلواته له؟ فقال ابو عبد الله (ع) لا يسأل الله عزوجل الّا بدأ بالصّلاة على محمّد وآله ، وأمثال هذه الاخبار كالقرآن ذات وجوه وهي مرادة بكلّ وجوهها بحسب مراتب النّاس فانّ الصّلوة تكون بمعنى الدّعاء ، والغائب عن الحضور لا يكون صلوته لمحمّد (ص) الّا دعاءه له ، ويكون بمعنى الصّلوة المشروعة المشتملة على الأفعال والاذكار المخصوصة ، والحاضر عند محمّد (ص) يجوز ان يكون معنى صلوته له دعاءه له وان يكون معنى صلوته له ان يكون في صلوته المشروعة غير ناظر الى غيره ، ويكون المخاطب في الصّلوة بل المتكلّم بل الفاعل محمّدا (ص) كما هو شأن من حصل له حالة الحضور عند شيخة ، ومن حصل له هذه الحالة كفى جميع مهمّاته ، بل حصل له جميع خيرات الدّنيا والآخرة ، بل يكون له الغناء عن الدّنيا والآخرة ، ولذلك كان المشايخ رضوان الله عليهم مهتمّين بتحصيل هذه الحالة للسّالكين ولم يكن للسّالكين منظور الّا حصول هذه الحال ، وكان مشايخ العجم يأمرون السّلّاك بجعل صورة الشّيخ نصب عيونهم تعمّلا حتّى يحصل بتلك التّعمّل هذه الحال ، وبعد ما يقال لهم : انّ هذا كفر وتقيّد بالصّورة واشتغال عن المعبود والمسمّى بالاسم ، يجيبون بانّ هذا كفر وتشبّه بعبادة الأصنام لكنّه كفر فوق الكفر والايمان ، واليه أشار المولوىّ قدسسره :
آينه دل چون شود صافىّ وپاك |
|
نقشها بيني برون از آب وخاك |
هم ببينى نقش وهم نقّاش را |
|
فرش دولت را وهم فرّاش را |
چون خليل آمد خيال يار من |
|
صورتش بت معنى أو بت شكن |
شكر يزدان را كه چون أو شد پديد |
|
در خيالش جان خيال أو نديد |
وهذا الشّعر اشارة الى انّ الحضور لدى الشّيخ وان كان ظاهره قيدا وكفرا لكنّه بحسب المعنى والواقع اطلاق عن القيد لا انّه بتقيّد به.
ومعنى الصّلوة من الله الرّحمة عليه ومن الملائكة تزكيته كما في الخبر ، أو طلب نزول الرّحمة من الله عليه ، ومن العباد طلب الرّحمة من الله تعالى عليه ، ولمّا كان المؤمن فعليّته الاخيرة هي الصّورة النّازلة من ولىّ امره وهي صورة نازلة من محمّد (ص) كان طلبه الرّحمة من الله على محمّد (ص) طلبا للرّحمة على فعليّته الاخيرة فكان صلوته على محمّد (ص) دعاء لنفسه ولذلك ورد في خبر عن الرّضا (ع) : وانّما صلوتنا رحمة عليه ولنا قربة ، ولمّا كان محمّد (ص) مظهرا تامّا لله كان من توجّه اليه وطلب الرّحمة من الله عليه توجّه الله اليه بمضمون : من تقرّب الىّ شبرا تقرّبت اليه باعا ، أكثر من توجّهه الى الله بعشر أو بمائة أو بألف أو بأكثر بحسب استعداد المصلّى ، وتوجّه الله اليه ليس الّا صلوته ونزول رحمته على العبد ، ولمّا كان الله حقيقة كلّ ذي حقيقة كان إذا توجّه الى شيء توجّه كلّ الأشياء اليه ، فاذا صلّى الله على عبد لم يبق شيء الّا وصلّى عليه خصوصا الملائكة المقرّبون لقربهم من الله تعالى ولذلك اقتصر في بعض الاخبار على ذكر الملائكة ، وفي بعضها أشير الى انّه لا يبقى شيء الّا وصلّى عليه (وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) يستفاد من بعض الاخبار انّ المراد بقوله سلّموا تسليما التّحيّة الاسلاميّة ، ومن بعضها انّ المراد التّسليم والانقياد له فيما جاء به من عند الله ، ومن بعضها انّ المراد الانقياد له فيما جاء به من خلافة علىّ (ع) ، ومن بعضها انّ المراد الانقياد لوصيّه (ع) (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللهَ