حالكونه ناشئا من حركات السّماء وتأثّرات الأرض أو من الحوادث الآتية؟ على اختلاف تفسير ما بين أيديهم وما خلفهم والإنسان ان نظر الى سماء الطّبع وما فيها من الكواكب وما منها من الآثار الحادثة في الأرض ونظر الى ارض الطّبع وما يحدث فيها بواسطة اشعّة الكواكب ودوران الأفلاك أيقن انّ له مبدء حكيما ومرجعا باقيا ، وكذلك ان نظر الى نفسه وبدنه واتّصالهما وتعانقهما وتعاشقهما ، ونظر الى انحلال البدن واستكمال النّفس بكمالاتها اللّائقة بها أيقن بفناء البدن وبقاء النّفس وانّ لهما محدثا مدبّرا حكيما عليما قادرا مختارا (إِنْ نَشَأْ نَخْسِفْ بِهِمُ الْأَرْضَ) الجملة بدل عن قوله الى ما بين أيديهم نحو بدل الاشتمال فيكون العامل معلّقا عنه والمعنى الم يروا الى السّماء والأرض والى انّا ان نشأ نخسف بهم الأرض (أَوْ نُسْقِطْ عَلَيْهِمْ كِسَفاً مِنَ السَّماءِ) أو الجملة مستأنفة معترضة (إِنَّ فِي ذلِكَ) النّظر والفكر أو في ما بين أيديهم وما خلفهم من السّماء والأرض أو في قدرتنا على خسف الأرض وإسقاط الكسف من السّماء (لَآيَةً) دالّة على المبدء والمعاد (لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ) الى باطنه مشتغل بنفسه عن غير نفسه أو منيب الى ربّه بالرّجوع الى ولىّ امره أو الى ولىّ امره بالتّوبة على يده والبيعة معه (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) جملة حاليّة أو معطوفة على مقدّر والمعنى ، لم لا ينظرون الى ما بين أيديهم؟ أو الى ما خلفهم من الحوادث الماضية؟ حتّى أيقنوا بالمبدء العليم الحكيم ، والحال انّا آتينا داود منّا فضلا يدلّ على ذلك أو التّقدير لقد أحدثنا في ما مضى آيات عجيبة دالّة على كمال قدرتنا وخبرتنا ولقد آتينا داود منّا فضلا (يا جِبالُ) حال أو مستأنف أو بدل تفصيلىّ من آتينا والكلّ بتقدير القول اى قلنا يا جبال (أَوِّبِي) رجّعى نداءه بالتّسبيح بصدائك (مَعَهُ وَالطَّيْرَ) قرئ بالرّفع عطفا على الجبال أو على المستتر في اوّبى واكتفى عن التّأكيد بالمنفصل بفاصل ما ، وقرئ بالنّصب عطفا على محلّ جبال أو على الضّمير المجرور على ضعف في العطف على الضّمير المجرور بدون اعادة الجارّ ، أو مفعولا معه ، وقد مضى الآية مع بيانها في سورة الأنبياء (وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ) مثل الشّمعة يطيعه في اىّ شكل أراد (أَنِ اعْمَلْ) ان تفسيريّة أو مصدريّة (سابِغاتٍ) دروعا واسعات واكتفى بالسّابغات لشهرة صنع الدّروع من الحديد من داود (ع) (وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) في حلقها ونسجها ومساميرها بحيث يمكن لبسها وتمنع السّيف والسّهم والسّنان من النّفوذ فيها ، ولا يكون ثقيلا يعجز اللّابس عن حملها ، ولا خفيفا لا يمنع المذكورات من النّفوذ (وَاعْمَلُوا صالِحاً) ضمّ اهله أو عشيرته أو أمّته معه في الخطاب ، وتنكير صالحا امّا للتّحقير والاكتفاء منهم بصالح ما أو للتّفخيم والاشعار بالصّالح الحقيقىّ الّذى هو الولاية (إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَلِسُلَيْمانَ) اى ألنّا لسليمان (ع) (الرِّيحَ) بمعنى سخّرناها له (غُدُوُّها) اى سيرها في طرف الصّبح (شَهْرٌ وَرَواحُها) اى سيرها في طرف العصر (شَهْرٌ) قيل كانت الرّيح تحمل كرسيّه أو بساطه فتسير به بالغداة مسيرة شهر وبالعشىّ مسيرة شهر (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) اى الصّفر ، قيل : أسال له النّحاس من معدنه ينبع منه نبوع الماء من الينبوع ولذلك سمّاه عينا وكان ذلك باليمن (وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ) اى بين يدي سليمان (ع) (بِإِذْنِ رَبِّهِ) الضّمير للموصول أو لسليمان (وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنا نُذِقْهُ مِنْ عَذابِ السَّعِيرِ) في الدّنيا أو في الآخرة (يَعْمَلُونَ لَهُ ما يَشاءُ مِنْ مَحارِيبَ) اى قصور رفيعة سمّيت بها لمنعها من الاستيلاء عليها والقدرة على المحاربة فيها (وَتَماثِيلَ) اى صور ، عن الصّادق (ع) : والله ما هي تماثيل الرّجال والنّساء ولكنّها الشّجر وشبهه (وَجِفانٍ) جمع الجفنة بمعنى القصعة (كَالْجَوابِ) جمع الجابية الحوض الضّخم (وَقُدُورٍ