لا يفلت منهم مخبر ، ويستنقذون ما في أيديهم من السّبى والغنائم ، ويحلّ الجيش الثّانى بالمدينة فينهبونها ثلاثة ايّام بلياليها ، ثمّ يخرجون متوجّهين الى مكّة حتّى إذا كانوا بالبيداء بعث الله جبرئيل ، فيقول : يا جبرئيل اذهب فأبدهم ، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم الّا رجلان من جهينة فلذلك جاء القول : وعند جهينة الخبر اليقين ، فذلك قوله ولو ترى إذ فزعوا (الآية) ، وورد اخبار كثيرة في تفسير الآية بخروج المهدىّ وجيش السّفيانىّ نظير ما ذكر عن النّبىّ (ص).
سورة فاطر
مكّيّة كلّها ، وقيل : الّا آيتين ، قوله : (إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتابَ اللهِ) (الآية) وقوله :
(ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ) (الآية) خمس أو ستّ وأربعون آية.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(الْحَمْدُ لِلَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) خالقهما (جاعِلِ الْمَلائِكَةِ رُسُلاً) الى أنبيائه والى أوصيائهم بالوحي والإلهام والتّحديث والرّؤيا الصّادقة ، والى الصّالحين من عباده بالإلهام والتّحديث والرّؤيا ، والى جميع خلقه بالإلهام والرّؤيا وإصلاح أمورهم وجبران نقائصهم وإخراج نفوسهم من القوى الى الفعليّات (أُولِي أَجْنِحَةٍ) بحسب العوالم الّتى يسيرون فيها ويطيرون بها لاصلاح أمورها (مَثْنى وَثُلاثَ وَرُباعَ) بحسب العوالم الثّلاثة ، الملك والملكوت والجبروت ، ولا ينافي هذا ما ورد في اخبار كثيرة انّ عدد جناح جبرئيل ستّ مائة الف جناح ، وانّ دردائيل له ستّة عشر الف جناح وغير ذلك فانّ المراد نوع الجناح وانّ أنواع جناح الملائكة ثلاثة وان كان لكلّ نوع اعداد عديدة من افراد الجناح ، وورد اخبار كثيرة في أوصاف الملائكة وكثرة عددهم وانّ لله ملكا ما بين شحمة اذنه الى عينه مسيرة خمس مائة عام بخفقان الطّير ، وانّ له ملائكة ما بين منكبى كلّ وشحمة أذنيه سبع مائة عام ، وانّ له ملائكة انصافهم من برد انصافهم من نار ، وانّ له ملائكة يسدّون الأفق بجناح من أجنحتهم دون عظم أبدانهم ، وغير ذلك من أوصاف عظمتهم ، وانّه ليهبط في كلّ يوم أو في كلّ ليلة سبعون الف ملك فيأتون البيت الحرام فيطوفون به ثمّ يصعدون الى السّماء بعد ما يأتون رسول الله (ص) وأمير المؤمنين (ع) والحسين (ع) ولا يعودون أبدا (يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ ما يَشاءُ) اشارة الى كثرة عددهم أو الى كثرة أجنحتهم وانّ الاقتصار على هذا العدد بحسب النّوع لا بحسب الشّخص ، أو انّ الاقتصار على هذا العدد لبيان الكثرة لا للانحصار في هذا العدد ، أو اشارة الى انّ كثرة الاجنحة جزء من أجزاء جمال خلقه ويزيد في جمالهم بحسب الصّورة والهيئة والخلق وغير ذلك ما يشاء ، وقد ورد عن النّبىّ (ص) انّه الوجه الحسن والصّوت الحسن والشّعر الحسن (إِنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) من الزّيادة في العدد والجمال والاجنحة والأخلاق ، وعن الثّمالىّ قال: دخلت على علىّ بن الحسين (ع) فاحتبست في الدّار ساعة ثمّ دخلت البيت وهو يلتقط شيئا وادخل يده من وراء السّتر فناوله من كان في البيت ، فقلت : جعلت فداك هذا الّذى أراك تلتقطه اىّ شيء هو؟ ـ قال : فضلة من زغب الملائكة نجمعه إذا خلونا نجعله مسبحا لأولادنا ، فقلت : جعلت فداك فانّهم ليأتونكم؟ ـ