أَرْضِنا بِسِحْرِكَ) فانّه حمل الآيات على السّحر مثل خوارق العادات الّتى كان السّحرة يأتون بها (يا مُوسى فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً) زمان وعد أو مكان وعد أو وعدا (لا نُخْلِفُهُ نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكاناً) حال عن موعدا أو وصف له أو بدل عنه بدل الكلّ أو الاشتمال ، أو مفعول اوّل أو ثان لا جعل أو مفعول فعل محذوف (سُوىً) قرئ بضمّ السّين وكسرها وهما وصفان بمعنى المستوى اى مكانا يكون مستوى المسافة إلينا وإليك ، أو يكون مستويا لا تلال فيه ولا وهاد حتّى يكون جميع النّظّار ناظرين إلينا وإليك من غير حجاب (قالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ) وكان ذلك اليوم يوم عيد لهم كانوا يتزيّنون فيه ولذلك سمّى يوم الزّينة ، وقرئ يوم الزّينة بالنّصب وانّما وعد ذلك اليوم ليحقّ الحقّ ويبطل الباطل على رؤس الاشهاد بحيث لا يخفى على الحاضر والغائب ولذلك قال (وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى) عطف على الزّينة أو على اليوم بتقدير مضاف وقرئ مبنيّا للمفعول ومبنيّا للفاعل بصيغة الخطاب أو الغيبة (فَتَوَلَّى فِرْعَوْنُ) عن موسى (ع) أو الى جمع السّحرة وأسباب السّحر (فَجَمَعَ كَيْدَهُ) ما يكاد به من السّحرة وأسباب سحرهم (ثُمَّ أَتى) الى الموعد (قالَ لَهُمْ) اى لفرعون وقومه أو قال للسّحرة (مُوسى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللهِ كَذِباً) مفعول به بناء على تجريد الافتراء عن الكذب أو مفعول مطلق من غير لفظ الفعل وكأنّهم ادّعوا انّ سحرهم من الله كما قال موسى (ع) انّ آياتي من الله أو سمّى موسى (ع) نفيهم لكون آياته من الله افتراء على الله بجعل القضيّة السّالبة المدّعاة موجبة معدولة كأنّهم قالوا : انّ الله ليس يرسل هذه الآيات (فَيُسْحِتَكُمْ) قرئ من باب منع ومن باب الأفعال اى يستأصلكم (بِعَذابٍ) عظيم على ان يكون التّنوين للتّهويل (وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) يعنى خاب عن مأموله في افترائه كما خاب فرعون عن مأموله الّذى هو بقاء ملكه في افترائه السّحر ، أو خاب عمّا يرجوه فطرة الإنسان من المقام مع المقرّبين (فَتَنازَعُوا) اى السّحرة أو قوم فرعون أو السّحرة وقوم فرعون جمعا أو فرعون وقومه أو فرعون وقومه والسّحرة ، أو الجميع ، أو بعضهم مع موسى (ع) وهارون (ع) في انّ أمرهما سحر أو إلهيّ أو السّحرة مع موسى (ع) وهارون (ع) في تقديم الإلقاء (أَمْرَهُمْ) يعلم مرجع هذا الضّمير بالمقايسة (بَيْنَهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوى) اى السّحرة بينهم أو قوم فرعون بينهم أو السّحرة أو قوم فرعون ناجوا فرعون واسرّوا النّجوى عن موسى (ع) وهارون (ع) أو عن آخرين (قالُوا) بيان لاسرّوا النّجوى ولذلك لم يأت بأداة الوصل (إِنْ هذانِ لَساحِرانِ) قرئ ان بتشديد النّون وهذان بالألف وعليها قيل : انّ بمعنى نعم من غير تقدير ، وقيل : بمعنى نعم بتقدير مبتدء بعد اللّام ليكون دخول اللّام على المبتدأ ، وقيل : انّ ملغاة عن العمل ، وقيل : تقديره انّه لهذان بتقدير ضمير الشّأن ، وقيل : انّ هذه الالف ليست الف التّثنية وانّما لحق بألف هذا نون التّثنية ، وفي الكلّ ضعف من وجه أو وجوه ، وقيل : اجرى التّثنية بالألف على لغة من يجرى التّثنية بالألف مطلقا فانّ القرآن نزل باللّغات المتفرّقة ، وقرئ انّ هذان بتخفيف نون ان نافية كانت واللّام بمعنى الّا أو مخفّفة من المثقّلة واللّام فارقة ، وقرئ انّ هذين ولا إشكال ، وقرئ بتشديد نون هذان بجعل تشديد النّون عوضا عن الالف المحذوفة من هذا ، وقرئ ما هذان لساحران ، وروى عن بعضهم ان ذان الّا ساحران (يُرِيدانِ أَنْ يُخْرِجاكُمْ مِنْ أَرْضِكُمْ) بالاجلاء أو بالاستيلاء عليها والتّملّك لها وقطع تصرّفكم عنها (بِسِحْرِهِما وَيَذْهَبا بِطَرِيقَتِكُمُ الْمُثْلى) اى الفضلى بمحو هذا الدّين الّذى أنتم عليه ونشر مذهب غير مألوف وغير أمثل حتّى يترأسّا على النّاس به (فَأَجْمِعُوا)