عليها (وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَكُمْ) اى لعلّ امر الولاية أو عليّا (ع) أو ما توعدون ، أو جهالة وقت ما توعدون ، أو تأخير العذاب امتحان لكم ، أو ضلال ، أو فضيحة ، أو إذابة وتخليص (وَمَتاعٌ إِلى حِينٍ) اى تمتّع أو ما يتمتّع به يعنى هو جامع بين الوصفين أو فتنة لبعض ومتاع لبعض الى وقت يقتضيه مشيّته وهو مدّة كونكم في حجب التّعيّنات وقيد الحيوة الدّنيا (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) يعنى اخرج من مشيّتك وكل أمورك الى ربّك واسأله الإصلاح بالحقّ ، وقرئ قال على الماضي وربّ بضمّ الباء واحكم على وزن التّفضيل واحكم على الماضي (وَرَبُّنَا الرَّحْمنُ) المتساوى الرّحمة بالنّسبة الى الحقير والخطير والبرّ والفاجر (الْمُسْتَعانُ) الّذى يستعين به الجامد والنّامى ، والشّاعر وغير الشّاعر ، والمطيع والعاصي في جميع الأمور خصوصا (عَلى ما تَصِفُونَ) من تكذيبي وعدّ كتابي من الأساطير ، أو من الإشراك بالله ، أو من انكار البعث أو من انكار الولاية والاتّفاق على ان لا تتركوا هذا الأمر لعلىّ (ع) وقرئ يصفون بالغيبة.
سورة الحجّ
مكّيّة الّا آيات ، وقيل : مدنيّة غير آيات نزلت في السّفر ، وقيل : غير ستّ آيات ،
وقيل : غير اربع آيات ، وورد في فضلها عن النّبىّ (ص) : انّ من قرأ سورة الحجّ اعطى
من الأجر كحجّة حجّها ، وعمرة اعتمرها بعدد من حجّ واعتمر فيما مضى وفيما بقي ،
وعن ابى عبد الله (ع) : من قرأها في كلّ ثلاثة ايّام لم يخرج من سنة حتّى يخرج الى بيت الله
الحرام وان مات في سفره دخل الجنّة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ) اى سخط ربّكم وعقوبته بترك مخالفة أو امره ونواهيه (إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ) استيناف في مقام التّعليل والمراد بالسّاعة ساعة ظهور القائم عجّل الله فرجه عند الاحتضار بالموت الاختيارىّ أو الاضطرارىّ وساعة القيامة الصّغرى أو ساعة القيامة الكبرى وظهور الولاية الكلّيّة كما أشير الى الكلّ في الخبر (شَيْءٌ عَظِيمٌ) فانّ حال الاحتضار وزلزلته في العالم الصّغير امر لا يتحمّله النّفوس البشريّة والمدارك الحيوانيّة لانّها لخراب النّفوس البشريّة والمدارك الحيوانيّة والمبانى الدّانية (يَوْمَ تَرَوْنَها تَذْهَلُ) لغاية الدّهشة والوحشة (كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ) مع انّ المرضعة تجعل نفسها فداء لرضيعها (وَتَضَعُ كُلُّ ذاتِ حَمْلٍ