الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوها وَما كادُوا يَفْعَلُونَ) (٧١)
أخبر تعالى عن تعنت بني إسرائيل وكثرة سؤالهم لرسولهم ، لهذا لما ضيقوا على أنفسهم ضيق الله عليهم ، ولو أنهم ذبحوا أي بقرة كانت لوقعت الموقع عنهم ، كما قال ابن عباس وعبيدة وغير واحد ، ولكنهم شددوا فشدد عليهم فقالوا : (ادْعُ لَنا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنا ما هِيَ) أي ما هذه البقرة وأي شيء صفتها ، قال ابن جرير : حدثنا أبو كريب ، حدثنا تمّام بن علي ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : لو أخذوا أدنى بقرة لاكتفوا بها ، ولكنهم شددوا فشدد عليهم ـ اسناد صحيح ـ وقد رواه غير واحد عن ابن عباس ، وكذا قال عبيدة والسدي ومجاهد وعكرمة وأبو العالية وغير واحد ، وقال ابن جريج : قال لي عطاء : لو أخذوا أدنى بقرة لكفتهم ، قال ابن جريج : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «إنما أمروا بأدنى بقرة ولكنهم لما شددوا شدد الله عليهم وايم الله لو أنهم لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد» قال : (إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ وَلا بِكْرٌ) أي لا كبيرة هرمة ولا صغيرة لم يلحقها الفحل ، كما قاله أبو العالية والسدي ومجاهد وعكرمة وعطية العوفي وعطاء الخراساني ووهب بن منبه والضحاك والحسن وقتادة ، وقاله ابن عباس أيضا ، وقال الضحاك عن ابن عباس : عوان بين ذلك ، يقول نصف بين الكبير والصغيرة ، وهي أقوى ما يكون من الدواب والبقر ، وأحسن ما تكون ، وروي عن عكرمة ومجاهد وأبي العالية والربيع بن أنس وعطاء الخراساني والضحاك نحو ذلك ، وقال السدي : العوان : النصف التي بين ذلك التي قد ولدت وولد ولدها ، وقال هشيم ، عن جويبر ، عن كثير بن زياد ، عن الحسن في البقرة : كانت بقرة وحشية ، وقال ابن جريج ، عن عطاء ، عن ابن عباس : من لبس نعلا صفراء لم يزل في سرور ما دام لا لابسها ، وذلك قوله تعالى : (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) وكذا قال مجاهد ووهب بن منبه : كانت صفراء ، وعن ابن عمر : كانت صفراء الظلف ، وعن سعيد بن جبير : كانت صفراء القرن والظلف ، وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا نوح بن قيس ، أنبأنا أبو رجاء عن الحسن في قوله تعالى : (بَقَرَةٌ صَفْراءُ فاقِعٌ لَوْنُها) قال سوداء شديدة السواد ، وهذا غريب ، والصحيح الأول ولهذا أكد صفرتها بأنه (فاقِعٌ لَوْنُها) وقال عطية العوفي (فاقِعٌ لَوْنُها) تكاد تسود من صفرتها ، وقال سعيد بن جبير (فاقِعٌ لَوْنُها) قال : صافية اللون. وروي عن أبي العالية والربيع بن أنس والسدي والحسن وقتادة نحوه ، وقال شريك عن معمر عن ابن عمر (فاقِعٌ لَوْنُها) قال : صاف ، وقال العوفى في تفسيره عن ابن عباس (فاقِعٌ لَوْنُها) تكاد تسود من صفرتها ، وقال سعيد بن جبير (فاقِعٌ لَوْنُها) صافية اللون ، وروي عن أبي العالية والربيع بن أنس والسدي والحسن وقتادة نحوه ، وقال شريك عن معمر عن ابن عمر (فاقِعٌ لَوْنُها) شديدة الصفرة ، تكاد من صفرتها تبيض ، وقال السدي (تَسُرُّ النَّاظِرِينَ) أي تعجب الناظرين ، وكذا قال أبو العالية وقتادة والربيع بن أنس. وقال وهب بن منبه : إذا نظرت إلى جلدها تخيلت أن شاع الشمس يخرج من جلدها. وفي التوراة :