احد منهم ان يتعلم من احد منهم ولا من غيرهم ، العلم ينبت في صدورهم كما ينبت الزرع المطر فالله عزوجل قد علمهم بلطفه كيف شاء ، وإنما قالوا بهذه المقالة كراهة أن يلزموا الامامة بعضهم دون بعض فينتقض قولهم أن الامامة صارت فيهم جميعا فهم فيها شرع سواء وهم مع ذلك لا يروون عن أحد منهم علما ينتفعون به إلا ما يروون عن «أبي جعفر محمد بن علي» و «أبي عبد الله جعفر بن محمد» وأحاديث قليلة عن «زيد بن علي» واشياء يسيرة عن «عبد الله بن الحسن (١) المحض» ليس مما قالوا وادعوه في ايديهم شيء أكثر من دعوى كاذبة لأنهم وصفوهم بأنهم يعلمون كل شيء تحتاج إليه الأمة من أمر دينهم ودنياهم ومنافعها ومضارها بغير تعليم
وأما سائر فرقهم فانهم وسعوا الأمر فقالوا العلم مبثوث مشترك فيهم وفي عوام الناس هم والعوام من الناس فيه سواء ، فمن أخذ منهم علما لدين او دنيا مما يحتاج إليه او اخذه من غيرهم من العوام فموسع له ذلك فان لم يوجد عندهم ولا عند غيرهم مما يحتاجون إليه من علم دينهم فجائز للناس الاجتهاد
__________________
(١) عبد الله بن الحسن المثنى بن الامام الحسن المجتبى بن الامام علي بن أبي طالب عليهمالسلام ابو محمد هاشمي مدني تابعي من أصحاب الامام الباقر والصادق عليهماالسلام وإنما سمي بالمحض لأن أباه الحسن بن الحسن (ع) وأمه فاطمة بنت الحسين «ع» وكان شيخ بني هاشم في زمانه وكان يتولى صدقات أمير المؤمنين عليهالسلام بعد أبيه الحسن مات في حبس المنصور العباسي سنة ١٤٥