أصحابنا (١).
ورواه من المخالفين الثعلبيّ (٢) في تفسيره ، وابن المغازليّ (٣) مرفوعا ، أنّها نزلت في عليّ عليهالسلام ، وفي منهاج الكرامة (٤) للعلّامة الحليّ منّا ، من طريق الحافظ أبي نعيم (٥) عن ابن الحنفية ، قال : هو عليّ بن أبي طالب عليهالسلام.
ورواه في المجالس من أصحابنا عن النبيّ صلىاللهعليهوآله.
ثمّ لا يخفى أنّه كفى في فضل عليّ عليهالسلام أنّ الله جعله حكما وشاهدا على نبوّة النبيّ صلىاللهعليهوآله (٦).
أمّا بشهادة عليّ عليهالسلام له ، فلعلّه من جهة آدابه وأخلاقه وصدقه وأمانته ، وفضله وعلمه الّذي فاق به غيره بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله باعتراف الخصوم ، بل فإذا كان مثله تابعا للنبيّ صلىاللهعليهوآله مشعرا بنبوّته ، كانت دعواه [في] النبوّة حقّا لا ريب فيها ، أو كان وجوده عليهالسلام من علائم نبوّته في الكتب السماويّة السابقة.
إن قلت : خبر الثعلبيّ وابن المغازلي مرفوع مرسل فلا عبرة به.
قلت : الظاهر أنّ مثل الثعلبيّ في تفسيره ، وابن المغازليّ في مناقبه لا يرسلان إلّا عن ثقة ، بل لا يحكمان بنزول الآية فيه إلّا أن يثبت ذلك عندهما بالقطع واليقين دون الظنّ والتخمين.
ثمّ قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) (٧). وفي آصف بن برخيا وصيّ
__________________
(١) ـ الأمالي للشيخ الصدوق ٥٠٥ ؛ كشف الغمّة ١ : ٣٢٤ ، ٤٢٩ ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار ٣٠٤.
(٢) ـ تفسير الثعلبيّ ٥ : ٣٠٣.
(٣) ـ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازليّ ٣١٤.
(٤) ـ منهاج الكرامة ١٣٩.
(٥) ـ النور المشتعل من كتاب ما نزل ١٢٥.
(٦) ـ راجع : تفسير البرهان ٢ : ٣٠٢ ـ ٣٠٤ ، وإحقاق الحقّ ٣ : ٢٨٠ ، ٤٥١ ، و ١٤ : ٣٦٢ ـ ٣٦٥ ، و ٢٠ : ٧٥ ـ ٧٧.
(٧) ـ من الواضح نقصان العبارة ، وحقّها أن تكون هكذا : ثمّ في قوله تعالى (وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) دلالة