تركتني ولم تواخ بيني وبين أحد ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآله إنّما أخّرتك لنفسي ، أنت أخي في الدنيا والآخرة (١).
قوله «أنت أخي في الدنيا» إشارة إلى جعله أخاه يوم المؤاخاة ؛ كما آخى بين الصّحابة (٢).
ومن ألقابه المشهورة أنّه «أخو رسول الله» (٣).
وقوله «في الآخرة» إشارة إلى قوله تعالى «إخوانا على سرر متقابلين» ؛ كما في النصوص الآتية إن شاء الله تعالى. ويشهد له أيضا قوله صلىاللهعليهوآله في حديث المنزلة «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» (٤) ، يعني في كلّ وصف إلّا النبوّة.
ومنها الاخوّة المحمولة على الحسبيّ لتعذر النسبيّ. ثمّ أقول : حديث المؤاخاة رواه أحمد بن حنبل (٥) في المسند ، والفضائل (٦) بطرق ، ومسلم في صحيحه (٧) ،
__________________
(١) ـ سنن الترمذيّ ٥ : ٣٠٠ ؛ كفاية الطالب ١٦٨ ؛ الرياض النضرة ٢ : ١٦٨ ؛ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٤ ؛ مطالب السئول ١١ ، وفيه عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ قال : سمعت عليّا عليهالسلام يقول شعرا :
أنا أخو المصطفى لا شكّ في نسبي |
|
ربيت معه وسبطاه هما ولدي |
صدّقته وجميع الناس في بهم |
|
من الضلالة والإشراك والنكد |
قال جابر : سمعت عليّا ينشد بهذا ورسول الله صلىاللهعليهوآله يسمع ، فتبسّم رسول الله وقال : «صدقت يا عليّ».
(٢) ـ أمالي الصدوق ٢٧٣ ، ح ١٣ ، ٥٢٣ ؛ الأمالي للطوسيّ ٢ : ١٥٨ ؛ فرائد السمطين ١ : ٢٢٦ ؛ أسرار الإمامة ٤٣٥ ، ٤٠٨ ، ٢٧٨ ، ٢٧٥ ، ١٣٩ ، ١٧٥ ؛ أنساب الأشراف ترجمة الإمام عليّ عليهالسلام ٩١.
(٣) ـ نظم درر السمطين ٩٦ ؛ الاصلاح لأبي حاتم الرازيّ من أعلام القرن الربع ٢٧٩ ؛ المناقب للخوارزميّ ٤٠ ؛ تاريخ الطبريّ ٢ : ٦٣.
(٤) ـ صحيح البخاريّ ٤ : ٢٠٨ ؛ صحيح مسلم ٧ : ١٢٠ ؛ مصابيح السنّة ٢ : ٤٥٠ ؛ إعلام الورى ١٧١ ؛ كشف المراد ٢٩٠ ، ٣١١ ؛ الرّسالة السعديّة ٢٤ ؛ كنز الفوائد ٢٧٤.
(٥) ـ مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٥٩ ، ٢٣١ ؛ الفضائل لأحمد بن حنبل ٢ : ٥٩٨ ح ١٠١٩.
(٦) ـ نفس المصدر.
(٧) ـ صحيح مسلم ٢ : ٤٤٨ ، ٤٤٩.