وانقطع ظهري حين فعلت بأصحابك ما فعلت غيري ، فإن كان هذا من سخطك فلك العتبى والكرامة ؛ فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والّذي بعثني بالحقّ نبيّا ، ما أخّرتك إلّا لنفسي ، فأنت منّي بمنزلة هارون من موسى ، إلّا أنّه لا نبيّ بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، وأنت منّي في قصري في الجنّة مع ابنتي فاطمة ، وأنت أخي ورفيقي ، ثمّ تلى رسول الله صلىاللهعليهوآله «إخوانا على سرر متقابلين» المتحاجّون في الله ينظر بعضهم إلى بعض (١).
وفي رواية أبي هريرة ـ من رواتهم ـ «قال عليّ عليهالسلام : يا رسول الله ، أيّنا أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحبّ إليّ منك ، وأنت أعزّ عليّ منها ، وكأنّي بك وأنت على حوضي ، تذود عنه الناس ، وإنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السّماء ، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنّة ، ثمّ قرأ رسول الله صلىاللهعليهوآله «إخوانا على سرر متقابلين» لا ينظر أحدهم في قفا صاحبه (٢).
وما رواه ابن حنبل في مسنده بإسناد عن سعد بن أبي وقاص ، قال : خلّف رسول الله صلىاللهعليهوآله عليّا في غزوة تبوك في أهله ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النّساء والصبيان ؛ فقال : ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى ، غير أنّه لا نبيّ بعدي (٣).
وأخرجاه في الصحيحين (٤) أيضا واتّفقا عليه.
وحكاه ابن الجوزيّ في تذكرة الخواصّ (٥) أيضا.
__________________
(١) ـ المناقب للخوارزميّ ١٥٠ ـ ١٥٢.
(٢) ـ مجمع الزوائد ٩ : ٢٧٤ ، ٣٢٦.
(٣) ـ مسند أحمد بن حنبل ١ : ١٧٧ ؛ نهج الإيمان ٣٩٨.
(٤) ـ صحيح البخاري ٣ : ١٣٥٩ ح ٣٥٠٣ ، و ٤ : ١٦٠٢ ح ٤١٥٤ ، صحيح مسلم ٤ : ١٨٧٠ و ١٨٧١ ح ٢٤٠٤.
(٥) ـ تذكرة الخواصّ ١٩.