ورواه أصحابنا القمّيّ (١) عن الصّادق عليهالسلام [و] كان سبب نزول هذه الآية أنّ أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهالسلام كان جالسا بين يديّ رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فقال له : قل يا علي «اللهمّ اجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا» فأنزل الله تعالى (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ...) و [رواه] العيّاشي (٢) عنه عليهالسلام [قال :] دعا رسول الله صلىاللهعليهوآله في صلاته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول : اللهمّ هب لعليّ المودّة في المؤمنين ، والهيبة والعظمة في صدور المنافقين ، فأنزل الله (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ...).
وفي الكافي (٣) عنه عليهالسلام ، قال : ولاية أمير المؤمنين عليهالسلام هي الودّ الّذي قال الله تعالى ، والقمّيّ (٤) عنه مثله.
وفي مجمع البيان (٥) عن الباقر عليهالسلام ـ وهو من التابعين ، وقوله حجّة عند المخالفين ـ أيضا ، قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : قل «اللهمّ اجعل لي عندك عهدا ، واجعل لي في قلوب المؤمنين ودّا» فقالهما : فنزلت هذه الآية.
وهذه رواها الجمهور ، منهم الثعلبيّ في تفسيره عن البراء بن عازب أنّه قال رسول الله صلىاللهعليهوآله الحديث (٦).
وروى الواحديّ عليّ بن أحمد من أعلام المفسّرين من علماء الجمهور في تفسيره (٧) أنّ هذه الآية نزلت في عليّ عليهالسلام.
__________________
(١) ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٥٧ ، ٧٦ ؛ خصائص الأئمّة ٧١.
(٢) ـ بحار الأنوار ٣٥ : ٣٥٤ عن تفسير العيّاشي.
(٣) ـ الأصول من الكافي ١ : ٤٣١ ؛ الخصال ٢ : ٣٦٢.
(٤) ـ تفسير القمّيّ ٢ : ٥٦ ؛ تفسير البرهان ٣ : ٢٦ ، ٢٧.
(٥) ـ مجمع البيان ٣ : ٥٣٢ ؛ العسل المصفّى من تهذيب زين الفتى ٢ : ٢٠ ، ٢١ ؛ وفيه : قال عبد الله بن مسعود : «لو أحبّ أهل الأرض عليّا حبّ أهل السّماء ، ما عذّب الله منهم أحدا».
(٦) ـ تفسير الثعلبيّ ٦ : ٢٣٣ ؛ إحقاق الحقّ ٣ : ٧٦ ـ ٨٢ ، و ١٤ : ١٥٠ ـ ١٦٥ ، و ١٨ : ٥٤١ ، و ٢٠ : ٥١ ـ ٥٥.
(٧) ـ تفسير الوسيط للواحديّ النيسابوريّ ٣ : ١٩٧ ، وفيه : إنّ هذه الآية نزلت في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، جعل له ودّا في قلوب المؤمنين ؛ جواهر العقدين ٣٢٧.