طالب عليهالسلام ، فإذا رأينا أحدهم لا يحبّ عليّ بن أبي طالب عليهالسلام علمنا أنّه ليس منّا ، وأنّه لغير رشدة.
أورد هذه الأحاديث الثلاثة الشيخ شمس الدّين الجزريّ في أسنى المناقب (١) في فضائل عليّ بن أبي طالب عليهالسلام بأسانيد جيّدة. قال في حديث سعيد : رواه الترمذيّ وقال : غريب.
وفي حديث أبي ذر رواه الحاكم ، وقال : صحيح على شرط مسلم ، ولم يبيّن شرح حديث عبادة ، إلّا أنّه أورده بإسناد حسن ، قال : ورد ذلك عن أبي سعيد الخدريّ أيضا ، ولفظه.
كنّا معشر الأنصار نبور أولادنا بحبّهم عليّا ، وإذا ولد فينا مولود فلم يحبّه ، عرفنا أنّه ليس منّا (٢).
وأورد حديث الترمذيّ في ذلك ابن الجوزيّ في تذكرة الخواصّ (٣) أيضا.
وفي نهج البلاغة عنه عليهالسلام ، قال :
لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت
__________________
(١) ـ وقال محمّد بن يوسف الزرنديّ الحنفيّ في كتابه نظم درر السمطين ١٣٣ : سأل محمّد بن عليّ الباقر عليهمالسلام جابر بن عبد الله الأنصاريّ لمّا دخل عليه عن عائشة وما جرى بينه وبين عليّ عليهالسلام ؛ فقال له جابر : دخلت عليها يوما وقلت لها : ما تقولين في عليّ بن أبي طالب عليهالسلام؟ فأطرقت رأسها ثمّ رفعته وقالت :
إذا ما التبر حكّ على المحكّ |
|
تبيّن غشّه من غير شكّ |
ففينا الغشّ والذّهب المصفّى |
|
عليّ بيننا شبه المحكّ |
وقال أبو جعفر محمّد بن عليّ بن شهرآشوب في مناقبه ٣ : ٢٤٠ ، في خبر طويل : كان الرجل من بعد يوم خيبر يحمل ولده على عاتقه ثمّ يقف على طريق عليّ عليهالسلام فإذا نظر إليه أومأ بإصبعه [وقال :] يا بنيّ تحبّ هذا الرجل؟ فإن قال «نعم» قبله ، وإن قال «لا» خرق به الأرض ، وقال له : الحق بأمّك.
(٢) ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٩.
(٣) ـ تذكرة الخواصّ ٢٨.