وروى محمّد بن يوسف الكنجيّ (١) من رجال المخالفين في كفاية الطالب في المناقب ، عن جماعة ، إنّه قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سيكون بعدي فتنة ، وإذا كان كذلك فاقتدوا بعليّ بن أبي طالب عليهالسلام والزموه ، فإنّه أوّل من يراني ، وأوّل من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصّديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمّة ، يفرق بين الحقّ والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين وإمام المتّقين.
ويشهد له قوله صلىاللهعليهوآله : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ، من تمسّك بها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق (٢).
قد رواه الفريقان مستفيضا في الأصول المعتبرة ، ضرورة كون الخبر بيان فتنة بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله مثل طوفان نوح غرق فيها جلّ النّاس بتخلّفهم عن أهل البيت ، وليس [فتنتهم] إلّا تركهم عليّا وعكوفهم على العجل.
وهذا الحديث رواه أبو عبد الله (٣) الحاكم في المستدرك وحكم بصحّته ، بإسناده عن أبي ذر رحمهالله وهو آخذ بباب الكعبة ، قال : من عرفني فقد عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت النبيّ صلىاللهعليهوآله يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح ، من
__________________
بعدي هنات ، حتّى يختلف السيف فيما بينهم ، وحتّى يقتل بعضهم بعضا ، وحتّى يتبرّأ بعضهم من بعض ، فإذا رأيت ذلك فعليك بهذا الأصلع عن يميني : عليّ بن أبي طالب ، فإن سلك الناس كلّهم واديا فاسلك وادي عليّ ، وخلّ عن الناس. يا عمّار ، إنّ عليّا لا يردّك عن هدى ، ولا يدلّك على ردى. يا عمّار طاعة عليّ طاعتي ، وطاعتي طاعة الله تعالى.
(١) ـ كفاية الطالب ١٦٢ ، ١٦٣ ؛ المناقب للخوارزميّ ١٠٤ ، ١٠٥ ؛ أسد الغابة ٥ / ٢٨٧ ؛ الأمالي للشيخ الطوسيّ ٥٥ ، المجلس الخامس ؛ فضائل أمير المؤمنين عليهالسلام لابن عقدة ١٩ ، ٢٠.
(٢) ـ المعجم الكبير للطبرانيّ ٣ : ٤٥ ح ٢٦٣٦ ؛ شرف النبيّ ٢٤٨ ؛ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازلي ١٣٤ ؛ تاريخ بغداد ١٢ : ١٩ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٢٦٥ ؛ نظم درر السمطين ٢٣٥ ؛ فرائد السمطين ٢ : ٢٤٢ ؛ الأمالي للشيخ المفيد ١٤٥ ؛ أسرار الإمامة ٢٥٠ ، ٢٩٦ ؛ خصائص الأئمّة ٧٧ ؛ تحفة الأبرار ١٢٨ ؛ عيون الأخبار ١ : ٢٤٣.
(٣) ـ في الأصل «أبو القاسم» ؛ والصحيح ما أثبتناه.