يس ، ومن المخالفين ، قال ابن حجر في صواعقه (١) : إنّه تحقّق ذلك ، ورواه جمع كثير (٢).
أقول : ويؤيّده كون «آل» مفعولا عن «يس» في مصحف عثمان ، على ما حكاه جماعة من الأعلام ، وهذه الأخبار تشهد بصحّة قراءة «آل يس» بفتح الهمزة ومدّها وكسر اللام.
ورواه في العيون (٣) عن الرضا عليهالسلام في مجلس المأمون ، قال له المأمون : فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا في القرآن؟ قال : نعم ، أخبروني عن قول الله تعالى (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) فمن عني بقوله (يس) ، قالت العلماء : يس محمّد صلىاللهعليهوآله ، لم يشكّ فيه أحد ، قال : فإنّ الله أعطى محمّدا صلىاللهعليهوآله وآل محمّد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلّا من عقله ، وذلك إنّ الله لم يسلّم على أحد إلّا على الأنبياء ، فقال تبارك وتعالى : (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) (٤) و (سَلامٌ
__________________
ينابيع المودّة ١ : ١٤٣ ، وفيه : وقال الله تعالى (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) يعني آل محمّد عليهمالسلام ، ولم يسلّم على آل أحد من الأنبياء عليهمالسلام سواه.
(١) ـ الصواعق المحرقة ١٤٨ ، ١٤٩ ؛ التفسير الكبير ٢٦ : ١٦٠ ؛ جواهر العقدين ٢٢٨.
(٢) ـ شواهد التنزيل ٢ : ١٦٥ ـ ١٧٠ ؛ معاني القرآن ٢ : ٣٩٢ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٢٧٧ ؛ غرائب القرآن ورغائب الفرقان ٢٣ : ٦٧ ؛ تفسير الطبريّ ٢٣ : ٩٤ ـ ٩٦ ؛ الدرّ المنثور ٥ : ٢٨٦ ؛ تفسير الخازن ٦ : ٢٦ ؛ تفسير الثعالبيّ ٥ : ٤٦ ؛ زاد المسير في علم التفسير ٧ : ٨٤ ؛ غريب القرآن للسجستانيّ ١٥٩.
(٣) ـ عيون أخبار الرضا ١ : ٢٣٦ ؛ أسرار الإمامة ٢٣٩ ، ٢٨١ ، وفيه : قال الله تعالى (سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ) وقال (سَلامٌ عَلى مُوسى وَهارُونَ) و (سَلامٌ عَلى إِبْراهِيمَ) ثمّ قال في أهل النبيّ (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) ، وياسين محمّد صلىاللهعليهوآله بالإجماع ، فيجب أن يكون هؤلاء مثل نوح وموسى وهارون وابراهيم الّذين سلّم الله تعالى عليهم ، فخلع الله تعالى عليهم خلعة الأنبياء عليهمالسلام.
(٤) ـ الصافّات : ٧٩ ، وعمّ سلام نوح في قوله (فِي الْعالَمِينَ) ، كأنّه جعل له بعدد كلّ أحد وبعدد كلّ شيء في العالم ـ ومن العالم ناطق وجماد وحيوان وموات ـ سلاما باقيا ذلك بقاء العالمين في الدنيا والآخرة ، فكذلك عليّ بن أبي طالب عليهالسلام وسائر آل الرسول عليهمالسلام اختصّوا بالسّلام في قوله : (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ) أي جعل لآل الرسول عليهمالسلام وعليّ عليهالسلام أفضل السلام.