تعالى في سورة إبراهيم عليهالسلام حكاية عنه : (وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ) إلى قوله تعالى : (فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (١). حيث دلّ على سلب المشركين عنه ، فلم يكن أحد منهم من ذرّيّته شرعا. ويحمل قوله (وَمِنْ ذُرِّيَّتِي) على من لم يسلب عنه شرعا ؛ كما في سلب ابن نوح عليهالسلام عنه بقوله تعالى : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) (٢).
ومن هذا الباب ما رواه الفريقان في الأصول الصحيحة.
أمّا الخاصّة ففي الخصال (٣) عن الرضا عليهالسلام.
وأمّا العامّة ففي مناقب ابن المغازليّ الشافعيّ عن ابن مسعود ، عن النبيّ صلّى الله عليه وآله : «انتهت الدعوة إليّ وإلى عليّ عليهالسلام ، لم يسجد أحد منّا لصنم قطّ. فاتّخذني الله نبيّا ، واتّخذ عليّا وصيّا» (٤).
وأنت خبير أنّ هذه مناقب لا تدانيها منقبة ، وفي الآية دلالة على كون النبيّ والوليّ من أصلاب طاهرة إلى إبراهيم عليهالسلام ، لتصحّ النبوّة ، كما عليه إجماع أصحابنا.
ومنه يظهر إيمان أبي طالب عليهالسلام ، كما يقوله أصحابنا أجمع ، وخالف في ذلك
__________________
ـ ومنها : حديث السفينة «إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح : من ركبها نجا ، ومن تخلّف عنها غرق» راجع : المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٥١ ؛ مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام لابن المغازليّ ١٣٢ ـ ١٣٤ ؛ فرائد السمطين ٢ : ٢٤٤ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ٢٦٥ ؛ الصواعق المحرقة ١٥٢ ؛ الفصول المهمّة ٢٧.
(١) إبراهيم : ٣٥ ـ ٣٦.
(٢) هود : ٤٦.
(٣) الخصال ١ : ١٧٧ ؛ الأمالي للشيخ الطوسيّ ١ : ٣٨٨ ؛ نهج الحقّ وكشف الصدق ٢٣٥ ؛ كشف اليقين ٢٤.
(٤) مناقب عليّ بن أبي طالب لابن المغازليّ ٢٧٦ ـ ٢٧٧ ؛ كفاية الطالب ١٠٦ ؛ تاريخ الخلفاء ١٦٦.