المخالفين.
وكذا ذكره سبط ابن الجوزيّ في تذكرة الخواصّ (١) في عداد فضائل عليّ عليهالسلام.
وفيه دلالة على تخصيص أصحاب الكساء بشرف لا يدانيه شرف ، وفضيلة لا يوازيها فضل ، وعلى أنّ الإجابة مقرونة بدعائهم ، وأنّ لهم عند الله وعند رسوله منزلة عظيمة لا توصف ، وأنّ الحسن والحسين عليهماالسلام أبناء رسول الله ، وأنّ عليّا عليهالسلام نفس رسول الله صلىاللهعليهوآله. ـ الخبر ـ
ولقبح دعوة الشخص نفسه ، وهذا دليل على أنّ عليّا عليهالسلام كان من نور الرّسول ؛ كما تواتر به الخبر في الفريقين. ومن معدن صفائه ، ودليل على عصمته ، ووجوب طاعته ، وكونه إماما وليّا على الخلق بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله وعلى كونه أفضل من الأنبياء والمرسلين والملائكة المقرّبين (٢) ـ لرسول الله ـ فضلا عن كونه أفضل أمّته.
وعلى أنّ الحسنين عليهماالسلام مع صغر السنّ أولى في المباهلة ، وفي مقام استجابة الدعاء من خلّص أصحابه ؛ وفاطمة سلام الله عليها من خلّص نسائه ، وليس إلّا لكونهم أقرب إلى الله ، وأكرم على الله. فالعجب كلّ العجب ممّن أمضى دهره في عبوديّة الأصنام أربعين سنة (٣) كيف يقدّم عليهم غيرهم (٤) ممّن مضى دهره في
__________________
(١) تذكرة الخواصّ ١٤ ؛ الفصول المهمّة ٢٦.
(٢) الاعتقادات للشيخ الصدوق ٨٩ ؛ بصائر الدرجات ٢٢٧ ـ ٢٢٩ ، ٢٣١.
(٣) أسلم أبو بكر وهو ابن أربعين سنة ؛ وأسلم عمر بن الخطّاب بعد أربعين سنة. انظر : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ١٣ : ٢١٥ ؛ المسترشد في الإمامة ١٥٦ ؛ ومن عبد صنما أو وثنا لا يكون إماما.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : سبّاق الأمم ثلاثة : لم يشركوا بالله طرفة عين : عليّ بن أبي طالب ، وحبيب النجّار مؤمن آل ياسين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون. انظر : تاريخ بغداد ١٤ : ١٥٥ ؛ ذخائر العقبى ٥٨ ؛ كفاية الطالب ١٠٧.
(٤) حيث يقولون : إنّهم في الفضل كترتيب خلافتهم ، ثمّ يصرّحون بأنّ مرادنا بالفضل ثوابهم عند الله ، وإلّا فلعليّ مناقب لا تحصى. وليت شعري كيف اطّلعوا على قدر الثواب والعقاب وهما مكنونان في علم الله تعالى؟! محمّد حسين