البيعة أوجب إمامة أبي بكر ونصّ أبي بكر على عمر أوجب إمامة عمر ، وحكم الشورى أوجب إمامة عثمان ووجوب طاعتهم ، وإن ارتدّوا كما هو ظاهر كلامه ؛ فعادوا إلى الخلاف الأوّل ، أو الجاهليّة الأولى ، ولو لا ذلك كان قولهم بالأمرين تهافتا وتناقضا ، ثمّ بعد الآية وقول النبيّ صلىاللهعليهوآله في عليّ عليهالسلام بما عرفت.
قال حسّان بن ثابت (١) من شعراء الصحابة : يا رسول الله أتأذن لي أن أقول في عليّ عليهالسلام أبياتا تسمعها ؛ فقال : قل على بركة الله ، فقام حسّان فقال : يا معشر قريش اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله صلىاللهعليهوآله ، ثمّ أنشأ يقول :
يناديهم يوم الغدير نبيّهم |
|
بخمّ وأسمع بالنّبيّ مناديا |
وقال : فمن مولاكم ووليّكم (٢) |
|
فقالوا ولم يبدوا هناك التّعاميا |
إلهك مولانا وأنت وليّنا |
|
ولن تجدن منّا لك اليوم عاصيا |
هناك دعا : اللهمّ وال وليّه |
|
وكن للّذي عادى عليّا معاديا |
فقال له : قم يا عليّ فإنّني |
|
رضيتك من بعدي إماما وهاديا (٣) |
فقال له النبيّ صلىاللهعليهوآله : يا حسّان لا تزال مؤيّدا بروح القدس ما نافحت عنّا
__________________
ـ انظر كتاب الولاية لابن عقدة الكوفيّ ١٥٥ ؛ رسالة طرق حديث «من كنت مولاه فعليّ مولاه» للذهبيّ ١٤ ؛ كفاية الطالب ٥٦ ؛ الصواعق المحرقة ١٠٧ ؛ فيض القدير ٦ : ٢١٧.
(١) أبو الوليد حسّان بن ثابت بن المنذر ، وبيت حسّان أحد بيوتات الشعر ، قال المرزباني في معجم الشعراء : قال دعبل والمبرّد : أعرق الناس كانوا في الشعر آل حسّان. وفضل حسّان الشعراء بثلاث : كان شاعر الأنصار ، وشاعر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وشاعر اليمن كلّها في الإسلام. ولد حسّان مثل مولد النبيّ صلىاللهعليهوآله بثمان سنين ، وعاش مائة وعشرين سنة. وكان ممّن دافع عن رسول الله صلىاللهعليهوآله بشعره ، حتّى قال النبيّ صلىاللهعليهوآله : إنّ الله يؤيّد حسّان بروح القدس ما نافح أو فاخر عن رسول الله. ثمّ انحرف حسّان عن أمير المؤمنين عليهالسلام بعد وفاة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، فمات عثمانيّا. الغدير ٢ : ٦٢ ـ ٦٥
(٢) في الأصل : «بأنّي مولاكم ، نعم ووليّكم».
(٣) نظم درر السمطين ١١٢ ؛ النور المشتعل من كتاب ما نزل ٥٧ ؛ فرائد السمطين ١ : ٧٣ ؛ الاقتصاد للشيخ الطوسيّ ٣٥١ ؛ المناقب للخوارزميّ ١٣٦ ؛ شواهد التنزيل ١ : ١٥٧ ؛ نهج الايمان ١١٦ ؛ المقنع في الامامة ٧٥ ؛ الجمل ١١٧ ؛ مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب ٣ : ٣٧.