لم يبق منهم جاهل بذلك الأمر ، وقام عمر بن الخطاب وبخبخ واعترف بالمولويّة على نفسه ، وأمرهم النبيّ صلىاللهعليهوآله بقوله : سلّموا على عليّ بإمرة المؤمنين ، فشاع لقبه عن الله ورسوله بأمير المؤمنين (١).
وكفى به حجّة على إمامته وولايته عند أولي الألباب ، بل عند كلّ جاهل فضلا عن عالم ، ومكث هناك [ف] أخذ البيعة له بولايته عليهم ، ولم أر مثله حقّا أضيعا ، حتّى نكثوا البيعة واتّخذوا عليه العجل واختاروا السّامري ، فانقلبوا على أعقابهم ، ورجعوا إلى الجاهليّة الأولى ، واشتروا به ثمنا قليلا من حطام الدنيا ، فبئس ما يشترون.
وقال السيّد الحميري :
يا بائع الدّين بدنياه |
|
ليس بهذا أمر الله |
من أين أبغضت عليّ الرضى |
|
وأحمد قد كان يرضاه |
من ذا الذي أحمد من بينهم |
|
يوم غدير الخمّ ناداه |
أقامه من بين أصحابه |
|
وهم حواليه فسمّاه |
هذا عليّ بن أبي طالب |
|
مولى لمن قد كنت مولاه |
فوال من والاه يا ذا العلى |
|
وعاد من قد كان عاداه (٢) |
__________________
(١) أمير المؤمنين لقب خاصّ بالإمام عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ولا يجوز شرعا إطلاقه على غير الإمام عليّ عليهالسلام مهما بلغت رتبته ومقامه. قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : لو علم الناس متى سمّي عليّ أمير المؤمنين ما أنكروا فضله سمّي أميرا وآدم بين الروح والجسد ...
فردوس الأخبار ٣ / ٣٩٩ ؛ حلية الأولياء ١ / ٦٣ ، ٦٦ ؛ المناقب للخوارزميّ ٨٥ ، ٣٠٣ ، أمالي الصدوق ٢٤٤ ، اليقين ٢٤١.
(٢) أبو هاشم إسماعيل بن محمّد بن يزيد بن وداع الحميريّ الملقّب بالسيّد ، ويكنّى بأبي هاشم ، وكان يلقّب منذ صغر سنّه بالسيّد. روي أنّ أبا عبد الله عليهالسلام لقي السيّد بن محمّد الحميري وقال : «سمّتك أمّك سيّدا ، وفّقت في ذلك وأنت سيّد الشعراء». وكان السيّد الحميري رأس الشيعة ، وكانت الشيعة من تعظيمها له ـ