وقال : اللهمّ إن كان هذا هو الحقّ من عندك ، فأمطر علينا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب أليم ، فجاء حجر على هامته من السّماء وخرج من دبره ومات ؛ فأنزل سبحانه وتعالى (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلْكافِرينَ) الآية.
وأنزل في ذلك اليوم بعد نصب النبيّ صلىاللهعليهوآله عليّا بالإمامة والخلافة والولاية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) ، فقال صلىاللهعليهوآله : الله أكبر على إكمال الدّين وإتمام النعمة ورضا الربّ برسالتي وبولاية عليّ عليهالسلام ، وأنشد شعراء الأصحاب في ذلك قصائد مشهورة غير مردودة بين الأمّة (١).
__________________
(١) أنشد في ذلك السيّد الحميري فقال :
يا لقومي للنبيّ المصطفى |
|
ولما قد نال من خير الأمم |
جحدوا ما قاله في صنوه |
|
يوم خمّ بين دوح منتظم |
أيّها النّاس فمن كنت له |
|
واليا يوجب حقّي في القدم |
فعليّ هو مولاه لمن |
|
كنت مولاه قضاء قد حتم |
أفلا ينفذ فيهم حكمه |
|
عجبا يولع في القلب الضرم |
وله أيضا :
وقام محمّد بغدير خمّ |
|
فنادى معلنا صوتا نديّا |
لمن وافاه من عرب وعجم |
|
وحفّوا حول دوحته حنيّا |
ألا من كنت مولاه فهذا |
|
له مولى وكان به حفيّا |
إلهي عاد من عادى عليّا |
|
وكن لوليّه ربّي وليّا |
الغدير ٢ : ٣٢٩ ـ ٣٣٢.
وقال العبديّ الكوفيّ في ذلك ـ وهو أبو محمّد سفيان بن مصعب العبدي الكوفيّ من شعراء أهل البيت ، المتزلّفين إليهم بولائه وشعره ، المقبولين عندهم لصدق نيّته ، وعدّه شيخ الطائفة في رجاله من أصحاب الصادق عليهالسلام :
قم يا عليّ فإنّي قد أمرت بأن |
|
أبلّغ الناس والتبليغ أجدر بي |
إنّي نصبت عليّا هاديا علما |
|
بعدي وإنّ عليّا خير منتصب |