وهذا الإسلام المرضيّ هنا هو ما ذكر في قوله تعالى (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ) (١) وهو ما قاله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (٢). وهو قوله تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ) (٣) أي لا يكونوا مؤمنين ، (حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيما شَجَرَ بَيْنَهُمْ) إلى قوله سبحانه (وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً).
وما الدّاعي إلى تأويل قول عمر ردّا على قول رسول الله صلىاللهعليهوآله «ائتوني ببياض ودواة أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعدي أبدا». فقال عمر : حسبنا كتاب الله (٤).
فاختلف القوم في محضر النبيّ صلىاللهعليهوآله ، فقال قوم : القول ما قاله النبيّ صلىاللهعليهوآله ، وقال قوم : القول ما قاله عمر ؛ فارتفعت الأصوات ، فقال صلىاللهعليهوآله : «لا ينبغي لديّ النزاع ، اخرجوا» ، كلّ ذلك رواه أرباب السير والحديث ؛ كالبخاري في صحيحه ، فتأوّله شارحه بتأويل أفحش من ذنبه ، وهو أنّ ذلك كان من فقاهيّة عمر ، حيث خشي أن ينصّ النبيّ صلىاللهعليهوآله بشيء يخالفه النّاس فيستحقّوا العقوبة ، فأراد عمر فتح باب الاجتهاد.
__________________
فبايعوك وكلّ باسط يده |
|
إليك من فوق قلب عنك منقلب |
وكنت قطب رحى الإسلام دونهم |
|
ولا تدور رحى إلّا على قطب |
ولا تماثلهم في الفضل مرتبة |
|
ولا تشابههم في البيت والنسب |
الغدير ٢ : ٤١١
(١) آل عمران : ٨٥.
(٢) البقرة : ٢٠٨.
(٣) النساء : ٦٥.
(٤) مسند أحمد ١ : ٢٢٢ ، ٢٢٥ ، ٣٣٥ ، ٣٣٦ ؛ صحيح البخاريّ ١ : ٣٧ ح ٤ ، باب كتابة العلم ، وج ٧ : ٩ ح ١ ، باب قول المريض قوموا عنّي ؛ و ٨ : ١٦١ ح ٣ ، باب كراهية الخلاف ؛ صحيح مسلم ٥ : ٧٦ ؛ كتاب الوصية في باب ترك الوصيّة ؛ تاريخ الطبريّ ٢ : ٤٣٦ ؛ الملل والنحل للشهرستانيّ ١ : ٢٩ ؛ طبقات ابن سعد ٢ : ٣٦.