وتاليا يتلوه علينا حقّ التلاوة ، كما أنزل الله بالاجتهاد.
قال : قل يا محمّد : هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة ثقة ويقين بوحي وإلهام ، لا باجتهاد ورأي ، فيكون التابع له الداعي إلى الله مثله على بصيرة منذرا بالقرآن ، تاليا له.
ثمّ أقول : وعلى أخذ «يتلو» من التلو بمعنى المتابعة كان معناه : ويتبعه شاهد منه ، وبعضه كما هو مقتضى خبر الاحتجاج.
ولعلّه يشير إليه أيضا قوله تعالى (قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي) (١) ، ويكون هذا نصّا على أنّ القائم مقام النبيّ صلىاللهعليهوآله بعده إنّما يكون من أهل بيته عليّ وأولاده عليهمالسلام بالاجماع المركّب ، إذ لا خلاف بين الأمّة أنّ الإمام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله القائم مقامه لا يخلو من عليّ وأبي بكر ، فإذا بطل إمامة أبي بكر بعدم كون من النبيّ صلىاللهعليهوآله ، تعيّن الإمامة في عليّ عليهالسلام بلا فصل ولا فصل بعده ، إذ كلّ من قال بإمامة عليّ عليهالسلام بعد النبيّ صلىاللهعليهوآله بلا فصل ، قال بإمامة أولاده لا غير.
ثمّ إنّه لم يقل النبيّ صلىاللهعليهوآله لأحد «إنّه منّي» إلّا لعليّ عليهالسلام وأولاده ؛ قال صلىاللهعليهوآله لعليّ عليهالسلام : «أنت منّي وأنا منك» (٢).
وقد صحّ عن النبيّ صلىاللهعليهوآله برواية العامّة (٣) والخاصّة (٤) أنّه قال : «عليّ منّي وأنا
__________________
(١) سورة يوسف : ١٠٨.
(٢) صحيح البخاريّ ٤ : ٢٠٧ و ٥ : ٢٢ باب مناقب عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ؛ كفاية الطالب ٢٤٢ ؛ مصابيح السنّة ٢ : ٤٥٠ ؛ تاريخ الطبريّ ٢ : ١٩٧ ؛ المناقب للخوارزميّ ٦١ ؛ فرائد السمطين ١ : ٥٧ ؛ ذخائر العقبى ٢١٥.
(٣) مسند أحمد ١ : ١٥١ ، ٢٣١ ؛ و ٤ : ١٦٥ ؛ سنن الترمذيّ ٥ : ٢٩٦ ؛ خصائص الإمام علي عليهالسلام للنسائيّ ٦٧ و ٦٨ ؛ تاريخ الطبريّ ٢ : ١٩٧ ؛ التفسير الكبير ١٥ : ٢١٨ ؛ تاريخ بغداد ٤ : ١٤٠ ؛ كفاية الطالب ٢٤١ ؛ فردوس الأخبار ١ : ٨٨ ، ٥٣١ ؛ شواهد التنزيل ١ : ٣٠٦ ـ ٣١٩ ؛ تذكرة الخواصّ ٣٦ ؛ تفسير ابن كثير ٢ : ٣٢٢ ؛ الرياض النضرة ٢ : ١٣٣ ؛ مجمع الزوائد ٩ : ١٧٢ و ١٧٣ ؛ الصواعق المحرقة ١٢٢.