سمعت أبا بكر يقول : قلت لرسول الله صلىاللهعليهوسلم : أعمل على أمر قد فرغ منه أو على أمر مؤتنف؟ فذكره نحوه.
٣٨ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا الحسين بن إسحاق بن أيوب ، حدّثنا أبو يحيى بن أبي ميسرة ، حدثنا أبو جابر ، حدّثنا شعبة ، عن عاصم بن عبيد الله ، عن سالم (١) ، عن ابن عمر (٢) أنّ عمر قال : يا رسول الله أرأيت ما نعمل في أمر مبتدع أم في أمر فرغ منه؟ قال : «فيما قد فرغ منه» قال : ففيم نعمل إذا؟ قال : «اعمل ابن الخطاب ، فإن كلا ما يسر له ، أمّا من كان من أهل السعادة فإنّه يعمل للسعادة ، وأما من كان من أهل الشقاوة فإنّه يعمل للشقاء».
٣٩ ـ أخبرنا / أبو عبد الله الحافظ قال أخبرني أبو النصر الفقيه حدّثنا عثمان بن سعيد الدارميّ ، حدّثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقيّ قال : حدّثني سليمان بن عتبة ، قال : سمعت يونس بن ميسرة بن حلبس يحدث ، عن أبي إدريس الخولاني ، عن أبي الدرداء ، عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنه سئل فقيل : يا رسول الله ، أرأيت ما نعمل ، أشيء قد فرغ منه ، أو شيء نستأنفه؟ قال : «كل امرئ مهيّأ لما خلق له» ثم أقبل يونس بن ميسرة على سعيد بن عبد العزيز فقال له : إنّ تصديق هذا في كتاب الله ـ عزوجل ـ فقال : وأين يا أبا حلبس قال : أما تسمع الله يقول في كتابه : (وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلكِنَّ اللهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ أُولئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فَضْلاً مِنَ اللهِ وَنِعْمَةً) (٣).
أرأيت يا أبا سعيد لو أنّ هؤلاء أهملوا كما يقول الأخابث أين كانوا يذهبون ، حيث حبب إليهم وزيّن لهم أو حيث كرّه إليهم وبغّض إليهم.
٤٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرنا عبد الرحمن بن الحسن
__________________
(١) في الأصل [مسلم] وهو خطأ ظاهر.
(٢) في الأصل [أبي عمر] وهو خطأ.
(٣) سورة الحجرات ، الآية رقم (٧ ، ٨).