فقال له : أشهد أنّك رسول الله ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «وما ذاك» قال : قلت فلان من أحبّ أن ينظر إلى رجل من أهل النّار فلينظر إلى هذا ، فكان من أعظمنا عناء عن المسلمين ، فعلمت أنّه لا يموت على ذلك ، فلما جرح استعجل الموت فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم عند ذلك : «إنّ العبد ليعمل عمل أهل الجنّة ، وإنّه من أهل النّار ، ويعمل عمل أهل النّار ، وإنّه لمن أهل الجنّة ، إنما الأعمال بالخواتيم».
رواه البخاري في «الصحيح» عن سعيد بن أبي مريم (١) ، وأخرجاه من حديث يعقوب بن عبد الرحمن عن أبي حازم (٢).
وقتله نفسه يشبه أن يكون عن استحلال ؛ فاستحق النّار باستحلاله إياه ، والله أعلم.
١١٢ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو الحسن علي بن عبد الله بن إبراهيم الهاشمي ، قال : أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدقاق ، حدّثنا أبو سعيد عبد الرحمن بن محمد بن منصور الحارثي ـ سنة / إحدى وسبعين ومائتين ـ حدّثنا يحيى بن سعيد القطّان ، حدّثنا الأعمش ، عن زيد بن وهب ، عن عبد الله بن مسعود قال : حدّثنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ وهو الصادق المصدوق ـ : «إنّ أحدكم يجمع خلقه في بطن أمّه أربعين يوما ـ أو قال أربعين ليلة ـ ثمّ يكون علقة مثل ذلك ، ثم يكون مضغة مثل ذلك ، ثمّ يرسل الله الملك فيؤمر بأربع كلمات قال : بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيّ أو سعيد ، ثمّ ينفخ فيه الروح قال : فو الذي لا إله غيره إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل النّار فيكون من أهلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل النّار حتّى ما يكون بينه وبينها إلّا ذراع ، فيسبق عليه الكتاب فيختم له بعمل الجنّة فيكون من أهلها».
__________________
(١) كتاب القدر (٦٦٠٧) باب : العمل بالخواتيم.
(٢) البخاري ، كتاب الرقاق (٦٤٩٣) باب : باب الأعمال بالخواتيم وما يخاف منها ، ومسلم كتاب الإيمان (١ / ١٠٦).