وجل ـ : (خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما) (١) وأفعال الخلق بينهما فتناولها صفة الخلق.
وقال : (أَتَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ وَاللهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) (٢) يعني خلقكم وخلق أعمالكم التي هي أكسابكم ، ولا يجوز أن يحمل على المعمول فيه كما حمل في قوله : (تَلْقَفُ ما يَأْفِكُونَ) (٣) على المأفوك فيه ، لأن ذلك زيادة إضمار لم تثبت بحجة ، وثبوتها في آية أخرى بحجة ، لا يوجب ثبوتها في غيرها بغير حجة.
وقال : (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) (٤) يعني ـ والله أعلم ـ ألا يعلم من خلق أسراركم بقولكم وجهركم به وما تكنّه صدوركم وفي ذلك دلالة على أنّ ما يكسبه الإنسان بلسانه وقلبه مخلوق لله ـ عزوجل ـ وقال : (وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى) (٥). كما قال : (وَأَنَّهُ هُوَ أَماتَ وَأَحْيا) (٦) وقال : (وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ) (٧) كما قال : (وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ) (٨) وقال : (وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصارَهُمْ) (٩) كما قال : (وَنُقَلِّبُهُمْ ذاتَ الْيَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ) (١٠) وقال : (وَأَلْقَيْنا بَيْنَهُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ) (١١) وقال : (وَأَلْقى فِي الْأَرْضِ رَواسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ) (١٢) وقال : (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ) (١٣) كما قال : (ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ) (١٤) وقال : (... الطَّيْرِ مُسَخَّراتٍ فِي جَوِّ السَّماءِ ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا اللهُ) كما قال : (إِنَّ اللهَ يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا) (١٥). وقال : (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا) (١٦) (وَكُلًّا جَعَلْنا صالِحِينَ) (١٧) وقال في
__________________
(١) سورة السجدة ، الآية رقم (٤).
(٢) سورة الصافات ، الآية رقم (٩٥ ، ٩٦).
(٣) سورة الأعراف ، الآية رقم (١١٧).
(٤) سورة الملك ، الآية رقم (١٣ ، ١٤).
(٥) سورة النجم ، الآية رقم (٤٣).
(٦) سورة النجم ، الآية رقم (٤٤).
(٧) سورة سبأ ، الآية رقم (١٨).
(٨) سورة فصلت ، الآية رقم (١٠).
(٩) سورة الأنعام ، الآية رقم (١١٠).
(١٠) سورة الكهف ، الآية رقم (١٨).
(١١) سورة المائدة ، الآية رقم (٦٤).
(١٢) سورة النحل ، الآية رقم (١٥).
(١٣) سورة الأنفال ، الآية رقم (٦٣).
(١٤) سورة النور ، الآية رقم (٤٣).
(١٥) سورة فاطر ، الآية رقم (٤١).
(١٦) سورة الأنبياء ، الآية رقم (٧٣).
(١٧) سورة الأنبياء ، الآية رقم (٧٢).