ويتقفرون العلم [و] (١) ذكر من [شأنهم] (٢) ، وإنهم يزعمون أن لا قدر ، وإنّما الأمر أنف. فقال : إذا لقيت أولئك فأخبرهم إني بريء منهم ، وأنهم مني براء ، والذي يحلف به عبد الله بن عمر لو أنّ لأحدهم مثل أحد ذهبا فأنفقه ما قبله الله منه حتى يؤمن بالقدر ، ثمّ قال : حدثني أبي عمر بن الخطاب قال : بينما نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه فينا ، حتى جلس إلى النبيّ صلىاللهعليهوسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه وقال : يا محمد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «الإسلام أن تشهد أن لا إله إلّا الله ، وأنّ محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا» قال : صدقت قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه قال : فأخبرني عن الإيمان / قال : أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره قال : صدقت قال : فأخبرني عن الإحسان قال : أن تعبد الله كأنّك تراه ، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك قال : فأخبرني متى الساعة؟ قال : ما المسئول عنها بأعلم من السائل قال : فأخبرني عن أمارتها قال : أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان قال : ثمّ انطلق فلبثت ثلاثا ثم قال : يا عمر أتدري من السائل؟ قال : قلت الله ورسوله أعلم قال : فإنّه جبريل ـ عليهالسلام ـ آتاكم يعلمكم دينكم.
لفظ حديث معاذ بن معاذ.
رواه مسلم في «الصحيح» عن أبي خيثمة ـ زهير بن حرب ـ وعن عبيد الله بن معاذ (٣).
١٨٢ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو النضر الفقيه ، حدّثنا محمد بن نصر المروزي ، حدّثنا أبو كامل ومحمد بن عبيد بن حساب ، قالا : حدّثنا حمّاد بن زيد ، عن مطر الوراق ، عن عبد الله بن
__________________
(١) ليست في الأصل وهي عند مسلم في «الصحيح» (١ / ٣٧).
(٢) في الأصل [شانه] وما أثبت من صحيح مسلم (١ / ٣٧).
(٣) كتاب الأيمان (١ / ٣٦ ـ ٣٨).