٥٤٠ ـ أخبرنا أبو عبد الله الحافظ قال : أخبرني أحمد بن / سهل ، نا إبراهيم بن مغفل ، نا حرملة ، نا ابن وهب قال : حدّثني مالك أنّ عمر بن عبد العزيز كان حكيما يقول : لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس. وكان يقولها : إن في كتاب الله ـ عزوجل ـ لهؤلاء القدرية علما بينا علمه من علمه وجهله من جهله قوله تعالى : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (١) قال مالك : القدرية شر الناس وأرذلهم ، وقرأ قول نوح ـ عليهالسلام ـ : و (يُضِلُّوا عِبادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فاجِراً كَفَّاراً) (٢) قال مالك : والأنبياء لا يقولون إلّا الحق.
٥٤١ ـ وأخبرنا أبو نصر بن قتادة ، أنا أبو منصور النصروي ، نا أحمد بن نجدة ، نا سعيد بن منصور ، نا أبو معاوية ، نا عمر بن ذر قال : خرجت وافدا إلى عمر بن عبد العزيز في نفر من أهل الكوفة ، وكان معنا صاحب لنا يتكلم في القدر ، فسألنا عمر بن عبد العزيز عن حوائجنا ، ثمّ ذكرنا له القدر فقال : لو أراد الله أن لا يعصى ما خلق إبليس ، ثمّ قال : قد بيّن الله ذلك في كتابه : (فَإِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفاتِنِينَ إِلَّا مَنْ هُوَ صالِ الْجَحِيمِ) (٣) فرجع صاحبنا ذلك عن القدر.
٥٤٢ ـ وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو بكر بن أبي نصر ، الداربرديّ بمرو ـ نا أحمد بن محمّد بن عيسى القاضي ، نا القعنبي ـ فيما قرأ على مالك ، عن عمّه أبي سهيل ، قال كنت أمشي مع عمر بن عبد العزيز فاستشارني في القدرية فقلت : أرى أن تستتيبهم ، فإن تابوا وإلّا عرضتهم على السيف ، فقال عمر بن عبد العزيز : وذلك رأيي.
قال مالك : وذلك رأيي.
٥٤٣ ـ أخبرنا أبو علي الروذباري وأبو عبد الله بن برهان وغيرهما ، قالوا : أخبرنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا الحسن بن
__________________
(١) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦١ ـ ١٦٣).
(٢) سورة نوح ، الآية رقم (٢٧).
(٣) سورة الصافات ، الآية رقم (١٦١ ـ ١٦٣).