قال الإمام طاوس بن كيسان (ت ١٠٦ ه) أحد أعلام التابعين : أدركت ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقولون : «كل شيء بقدر» (١).
وفي عهد التابعين وأواخر عهد الصحابة ، ظهر رجل يدعى معبد بن عبد الله بن عويمر (٢) ـ ويقال : ابن عكيل الجهني وقيل في نسبه غير ذلك ـ وزعم أنّ الأمر أنف ، وأنّ الله لم يقدّر شيئا ، بل ولا يعلم الأشياء قبل حدوثها. تعالى الله عمّا يقولون علوا كبيرا.
وكان معبد الجهني قد أخذ هذه المقالة الخبيثة الكافرة من رجل نصراني يدعى «سنسويه البقال» (٣) ـ وقيل : «سوسن» ـ وكان نصرانيا فأسلم ثم إنّه تنصر فأخذ عنه معبد هذه المقالة (٤).
قال عبد الله بن عون (ت ١٣٢ ه) ـ أحد أعلام التابعين ـ : أدركت الناس وما يتكلمون إلّا في علي وعثمان حتى نشأها هنا حقير يقال له : سنسويه البقال (٥). وقال يونس بن عبيد (ت ١٣٩ ه) ـ أحد أعلام التابعين ـ : أدركت البصرة وما بها قدريّ إلّا سنسويه ، ومعبد الجهني وآخر ملعون من بني عوافة (٦).
والتفّت حول «معبد» فرقة من أبناء اليهود والنصارى ، وأنباط العراق.
__________________
(١) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة» للالكائي (٣ / ٥٣٥).
(٢) انظر في ترجمته : «السير» (٤ / ١٨٥) ، و «ميزان الاعتدال» (٤ / ١٤١).
(٣) لم أجد له ترجمة سوى ما ذكره المقريزي : «أبو يونس» سنسويه ويعرف بالأسواري ، لمّا عظمت الفتنة به عذبه الحجاج ، وصلبه بأمر عبد الملك بن مروان «الخطط» (٣ / ٢٠٢) وما أخشاه هو أن يكون اختلط على المقريزي فإنّ الذي عظمت الفتنة به وعذبه الحجاج وصلبه بأمر عبد الملك بن مروان هو تلميذه معبد الجهني وسيأتي ذكر ذلك.
(٤) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة» (٣ / ٧٥٠).
(٥) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة» (٣ / ٧٤٩).
(٦) «شرح أصول اعتقاد أهل السنّة» (٣ / ٧٤٩).